الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: فتوح البلدان **
قال: حدثنا سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار عن الحسن بن محمد أن ثلاثة مملوكين لبني عفان شهدوا بدرًا. فكان عمر يعطى كل إنسان منهم كل سنة ثلاثة آلاف درهم. حدثنا أبو عبيد قال: حدثنا ابن أبي عدي عن سفيان عن زهير ابن ثابت أو ابن أبي ذئب عن ذهل بن أوس أن عليًا أتى بمنبوذ فأثبته في مئة. وحدثني عمرو والقاسم بن سلام قالا: حدثنا أحمد بن يونس عن زهير وحدثني عبد الله بن صالح المقري عن زهير بن معاوية قال: حدثنا أبو إسحاق عن حارثة بن المضرب أن عمر بن الخطاب أمر بجريبٍ من طعام فعجن ثم خبز ثم ثرد بزيت ثم دعا بثلاثين رجلًا فأكلوا منه غداءهم حتى أصدرهم. ثم فعل بالعشي مثل ذلك. فقال: يكفي الرجل جريبان كل شهر. فكان يرزق الناس الرجل والمرأة والمملوك جريبين كل شهر. قال عبد الله بن صالح: إن الرجل كان يدعو على صاحبه فيقول: رفع الله جريبيك. أي قطعهما عنك بالموت. فبقي ذلك في ألسن الناس إلى اليوم. حدثنا أبو عبيد قال: حدثني أبو اليمان عن صفوان بن عمرو عن أبي الزاهرية أن أبا الدرداء قال. رب سنة راشدةٍ مهدية قد سنها عمر في أمة محمد صلى الله عليه وسلم منها: المديان والقسطان. حدثنا أبو عبيد قال: حدثنا سعيد بن أبي مريم عن ابن لهيعة عن قيس بن رافع أنه سمع سفيان بن وهب يقول: قال عمر وأخذ المدى بيد والقسط بيد: إني قد فرضت لكل نفس مسلمة في كل شهر مدي حنطة وقسطي خل. فقال رجل: والعبد قال: نعم والعبد. حدثني هشام بن عمار قال: حدثنا يحيى بن حمزة قال: حدثني تميم ابن عطية قال: حدثني عبد الله بن قيس أن عمر بن الخطاب صعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: إنا أجرينا عليكم أعطياتكم وأرزاقكم في كل شهر وفي يديه المدى والقسط. قال: فحركهما وقال: حدثنا أبو عبيد قال: حدثنا ابن أبي زائدة عن معقل بن عبيد الله عن عمر بن عبد العزيز أنه كان إذا استوجب الرجل عطاءه ثم مات أعطاه ورثته. حدثنا عفان وخلف البزار ووهب بن بقية قالوا: أنبأ يزيد بن هارون قال: أنبأ إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم قال: قال الزبير بن العوام لعثمان بن عفان رضي الله عنهما بعد موت عبد الله بن مسعود: اعطني عطاء عبد الله فعياله أحق به من بيت المال. فأعطاه خمسة عشر ألفًا. قال يزيد قال إسماعيل: وكان الزبير وصى ابن مسعود. وحدثني ابن أبي شيبة قال: حدثنا عبيد الله بن موسى عن علي بن صالح ابن حي عن سماك بن حرب أن رجلًا مات في الحي بعد ثمانية أشهر مضت من السنة فأعطاه عمر ثلثي عطائه. أمر الخاتم حدثني عفان بن مسلم قال: حدثنا شعبة قال: أنبأ قتادة قال: سمعت أنس بن مالك يقول: لما أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يكتب إلى ملك الروم قيل له: إنهم لا يقرأون الكتاب إلا أن يكون مختومًا. قال: فاتخذ خاتمًا من فضة. فكأني أنظر إلى بياضه في يده. ونقش عليه: محمدٌ رسول الله. حدثنا أبو الربيع سليمان بن داود الزهراني قال: حدثنا حماد بن زيد قال: أنبأ أيوب عن نافع عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم اتخذ خاتمًا من فضة وجعل فصه من باطن كفه حدثني محمد بن حيان الحياني قال: حدثنا زهير عن حميد عن أنس بن مالك قال: كان خاتم رسول الله صلى الله عليه وسلم من فضة كله وفصه منه. حدثنا عمرو الناقد قال: حدثنا يزيد بن هارون عن حميد عن الحسن قال: كان خاتم رسول الله صلى الله عليه وسلم من ورق وكان فصه حبشيا. حدثنا هدية بن خالد قال: حدثنا همام بن يحيى عن عبد العزيز ابن صهيب عن أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: قد صنعت خاتمًا فلا ينقشن أحدٌ على نقشه. حدثنا بكر بن الهيثم قال: حدثنا عبد الرزاق عن معمر عن الزهري وقتادة قالا: اتخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم خاتمًا من فضة ونقش عليه محمد رسول الله. فكان أبو بكر يختم به ثم عمر ثم عثمان وكان في يده فسقط من يده في البئر فنزفت فلم يقدر عليه وذلك في النصف من خلافته. فاتخذ خاتمًا ونقش عليه محمد رسول الله في ثلاثة أسطر. قال قتادة: وحربه كذا . حدثنا هناد قال: حدثنا الأسود بن شيبان قال: أخبرنا خالد بن سمير قال: انتقش رجل يقال له معن بن زائدة على خاتم الخلافة. فأصاب مالًا من خراج الكوفة على عهد عمر فبلغ ذلك عمر فكتب إلى المغيرة بن شعبة: إنه بلغني أن رجلًا يقال له معن بن زائدة انتقش على خاتم الخلافة فأصاب به مالًا من خراج الكوفة. فإذا أتاك كتابي هذا فنفذ فيه أمري وأطع رسولي. فلما صلى المغيرة العصر وأخذ الناس مجالسهم خرج ومعه رسول عمر. فاشرأب الناس ينظرون إليه حتى وقف على معن. ثم قال للرسول: إن أمير المؤمنين أمرني أن أطيع أمرك فيه فمرني بما شئت. فقال للرسول: ادع لي بجامعة أعلقها في عنقه. فأتى بجامعة فجعلها في عنقه وجبذها جبذًا شديدًا. ثم قال للمغيرة: احبسه حتى يأتيك فيه أمر أمير المؤمنين. ففعل. وكان السجن يومئذ من قصب فتمحل معنٌ للخروج وبعث إلى أهله: أن ابعثوا لي بناقتي وجاريتي وعباءتي القطوانية. ففعلوا. فخرج من الليل وأردف جاريته فسار حتى إذا رهب أن يفصحه الصبح أناخ ناقته وعقلها ثم كمن حتى كف عنه الطلب. فلما أمسى أعاد على ناقته العباءة وشد عليها وأردف جاريته ثم سار حتى قدم على عمر وهو يوقظ المتهجدين لصلاة الصبح ومعه درته. فجعل ناقته وجاريته ناحيةً ثم دنا من عمر فقال: السلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمه الله وبركاته. فقال: وعليك. من أنت قال: معن بن زائدة جئتك تائبًا. قال: ائت فلا يحييك الله. فلما صلى صلاة الصبح قال الناس: مكانكم. فلمت طلعت الشمس قال: هذا معن بن زائدة انتقش على خاتم الخلافة فأصاب فيه مالًا من خراج الكوفة فما تقولون فيه فقال قائل: اقطع يده. وقال قائل: اصلبه. وعليٌ ساكت. فقال له عمر: ما تقول أبا الحسن. قال: يا أمير المؤمنين رجل كذب كذبة عقوبته في بشره. فضربه عمر ضربًا شديدًا - أو قال مبرحًا - وحبسه. فكان في الحبس ما شاء الله. ثم إنه أرسل إلى صديق له من قريش: أن كلم أمير المؤمنين في تخلية سبيلي. فكلمه القرش فقال: يا أمير المؤمنين معن بن زائدة قد أصبته من العقوبة بما كان له أهلًا فإن رأيت أن تخلي سبيله. فقال عمر: ذكرتني الطعن وكنت ناسيًا. علي بمعن. فضربه ثم أمر به إلى السجن. فبعث معن إلى كل صديق له: لا تذكروني لأمير المؤمنين. فلبث محبوسًا ما شاء الله. ثم إن عمر انتبه له فقال: معن. فأتى به فقاسمه وخلى سبيله. حدثني المفضل البشكري وأبو الحسن المدائني عن ابن جابان عن ابن المقفع قال: كان ملك الفرس إذا أمر بأمر وقعه صاحب التوقيع بين يديه وله خادم يثبت ذكره عنده في تذكرة تجمع لكل شهر فيختم عليها الملك خاتمه وتخزن ثم ينفذ التوقيع إلى صاحب الزمام وإليه الختم فينفذه إلى صاحب العمل فيكتب به كتابًا من الملك وينسخ في الأصل ثم ينفذ إلى صاحب الزمام فيعرضه على الملك فيقابل به ما في التذكرة ثم يختم بحضرة الملك أو أوثق الناس عنده. وحدثني المدائني عن مسلمة بن محارب قال: كان زياد بن أبي سفيان أول من اتخذ من العرب ديوان زمامٍ وخاتم امتثالًا لما كانت الفرس تفعله. حدثني مفضل اليشكري قال: حدثني ابن جابان عن ابن المقفع قال: كان لملكمن ملوك فارس خاتم للسر وخاتم للرسل وخاتم للتخليد يختم به السجلات والإقطاعات وما أشبه ذلك من كتب التشريف وخاتم للخراج. فكان صاحب الزمام يليها. وربما أفرد بخاتم السر والرسائل رجلٌ من خاصة الملك. وحدثني أبو الحسن المدائني عن ابن جابان عن ابن المقفع قال: كانت الرسائل بحمل المال تقرأ على الملك وهي تكتب في صحفٍ بيض. وكان صاحب الخراج يأتي الملك كل سنة بصحف موصلة قد أثبت فيها مبلغ ما اجتبى من الخراج وما أنفق في وجوه النفقات وما حصل في بيت المال فيختمها ويجريها. فلما كان كسرى بن هرمز ابرويز تأذى بروائح تلك الصحف وأمر أن لا يرفع إليه صاحب ديوان خراجه ما يرفع إلا في صحف مصفرة بالزعفران وماء الورد وأن لا تكتب الصحف التي تعرض عليه بحمل المال وغير ذلك إلا مصفرة. ففعل ذلك. فلما ولى صالح بن عبد الرحمن خراج العراق تقبل منه ابن المقفع بكور دجلة ويقال بالبهقباذ فحمل مالًا. فكتب رسالته في جلد وصفرها. فضحك صالح وقال: أنكرت أن يأتي بها غيره. يقول: لعلمه بأمور العجم. قال أبو الحسن: وأخبرني مشايخ من الكتاب أن دواوين الشام إنما كانت في قراطيس وكذلك الكتب إلى ملوك بني أمية في حمل المال وغير ذلك. فلما ولى أمير المؤمنين المنصور أمر وزيره أبا أيوب المورياني أن يكتب الرسائل بحمل الأموال في صحف وأن تصفر الصحف. فجرى الأمر على ذلك. أمر النقود حدثنا الحسين بن السود قال: حدثنا يحيى بن آدم قال: حدثني الحسن بن صالح قال: كانت الدراهم من ضرب الأعاجم مختلفة كبارًا وصغارًا. فكانوا يضربون منها مثقالًا وهو وزن عشرين قيراطًا ويضربون منها وزن اثني عشر قيراطًا ويضربون عشرة قراريط وهي أنصاف المثاقيل. فلما جاء الله بالإسلام واحتيج في أداء الزكاة إلى الأمر الوسط أخذوا عشرين قيراطًا. فضربوا على وزن الثلث من ذلك وهو أربعة عشر قيراطًا فوزن الدرهم العربي أربعة عشر قيراطًا من قراريط الدينار العزيز فصار وزن كل عشرة دراهم سبع مثاقيل. وذلك مئة وأربعون قيراطًا وزن سبعة. وقال غير الحسن بن صالح: كانت دراهم الأعاجم ما العشرة منها وزن عشرة مثاقيل وما العشرة منها وزن ستة مثاقيل وما العشرة منها وزن خمسة مثاقيل. فجمع ذلك فوجد إحدى وعشرين مثقالًا. فأخذ ثلثه وهو سبعة مثاقيل فضربوا دراهم وزن العشرة منها سبعة مثاقيل. وحدثني محمد بن سعد قال: حدثنا محمد بن عمر الأسلمي قال: حدثنا عثمان ابن عبد الله بن موهب عن أبيه عن عبد الله بن ثعلبة بن صعير قال: كانت دنانير هرقل ترد على أهل مكة في الجاهلية وترد عليهم دراهم الفرس البغلية. فكانوا لا يتبايعون إلا على أنها تبر. وكان المثقال عندهم معروف الوزن وزنه اثنان وعشرون قيراطًا إلا كسرًا ووزن العشرة الدراهم سبعة مثاقيل. فكان الرطل أثني عشر أوقية وكل أوقية أربعين درهما. فأقر رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك وأقره أبو بكر وعمر وعثمان وعلي. فكان معاوية فأقر ذلك على حاله. ثم ضرب مصعب بن الزبير في أيام عبد الله بن الزبير دراهم قليلة كسرت بعد. فلما ولى عبد الملك بن مروان سأل وفحص عن أمر الدراهم والدنانير. فكتب إلى الحجاج بن يوسف أن يضرب الدراهم على خمسة عشر قيراطًا من قراريط الدنانير. وضرب هو الدنانير الدمشقية. قال عثمان قال أبي: فقدمت علينا المدينة وبها نفرٌ من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وغيرهم من التابعين فلم ينكروا ذلك. قال محمد بن سعد: وزن الدرهم من دراهمنا هذه أربعة عشر قيراطًا من قراريط مثقالنا الذي جعل عشرين قيراطًا. وهو وزن خمسة عشر قيراطًا من إحدى وعشرين قيراطًا وثلاثة أسباع. حدثني محمد بن سعد قال: حدثنا محمد بن عمر قال: حدثني إسحاق ابن حازم عن المطلب بن السائب عن أبي وداعة السهمي أنه أراه وزن المثقال. قال: فوزنته فوجدته وزن مثقال عبد الملك بن مروان. قال: هذا كان عند أبي وداعة بن ضبيرة السهمي في الجاهلية. وحدثني محمد بن سعد قال: حدثنا الواقدي عن سعيد بن مسلم ابن بابك عن عبد الرحمن بن سابط الجمحي قال: كانت لقريش أوزانٌ في الجاهلية. فدخل الإسلام فأقرت على ما كانت عليه. كانت قريش تزن الفضة بوزنٍ تسميه درهما وتزن الذهب بوزن تسميه دينارًا. فكل عشرةٍ من أوزان الدراهم سبعة أوزان الدنانير. وكان وزن الشعيرة وهو واحد من الستين من وزن الدرهم. وكان لهم الأوقية وزن أربعين درهما. والنش وزن عشرين درهما. وكانت لهم النواة وهي وزن خمسة دراهم. فكانوا يتبايعون بالتبر على هذه الأوزان. فلما قدم النبي صلى الله عليه وسلم مكة أقرهم على ذلك. محمد بن سعد عن الواقدي قال: حدثني ربيعة بن عثمان عن وهب بن كيسان قال: رأيت الدنانير والدراهم قبل أن ينقشها عبد الملك ممسوحة. وهي وزن الدنانير التي ضربها عبد الملك. وحدثني محمد بن سعد عن الواقدي عن عثمان بن عبد الله ابن موهب عن أبيه قال: قلت لسعيد بن المسيب: من أول من ضرب الدنانير المنقوشة فقال: عبد الملك بن مروان وكانت الدنانير ترد روميةً والدراهم كسرويةً وحميرية قليلة. قال سعيد: فأنا بعثت بتبر إلى دمشق فضرب لي على وزن المثقال في الجاهلية. وحدثني محمد بن سعد قال: حدثنا سفيان بن عيينة عن أبيه أن أول من ضرب وزن سبعة الحارث بين عبد الله بن أبي ربيعة المخزوى أيام ابن الزبير. وحدثني محمد بن سعد قال: حدثني محمد بن عمر قال: حدثنا ابن أبي الزناد عن أبيه أن عبد الملك أول من ضرب الذهب عام الجماعة سنة أربع وسبعين قال أبو الحسن المدائني: ضرب الحجاج الدراهم آخر سنة خمس وسبعين ثم أمر بضربها في جميع النواحي سنة ستٍ وسبعين. وحدثني داود الناقد قال سمعت مشايخنا يتحدثون أن العباد من أهل الحيرة كانوا يتروجون على مئة وزن ستة يريدون وزن ستين مثقالًا دراهم وعلى مئة وزن ثمانية يريدون ثمانين مثقالا دراهم وعلى مئة وزن خمسة يريدون وزن خمسين مثقالا دراهم وعلى مئة وزن مئة مثقال. قال داود الناقد: رأيت درهما عليه ضرب هذه الدراهم بالكوفة سنة ثلاث وسبعين فاجمع النقاد أنه معمول. وقال: رأيت درهما شاذا لم ير مثله عليه عبيد الله بن زياد فأنكر أيضًا. حدثني محمد بن سعد قال: حدثني الواقدي عن يحيى بن النعمان الغفاري عن أبيه قال: ضرب مصعب الدراهم بأمر عبد الله بن الزبير سنة سيعين على ضرب الأكاسرة وعليها بركة الله. فلما كان الحجاج غيرها. وروي عن هشام بن الكلبي أنه قال: ضرب مصعب مع الدراهم دنانير أيضًا. حدثني داود الناقد قال: حدثني أبو الزبير الناقد قال: ضرب عبد الملك شيئًا من الدنانير في سنة أربع وسبعين ثم ضربها سنة خمس وسبعين وأن الحجاج ضرب دراهم بغلية كتب عليها: بسم الله. الحجاج. ثم كتب عليها بعد سنة: الله الصمد. فكره الفقهاء ذلك فسميت قال: ويقال إن الأعاجم كرهوا نقصانها فسميت مكروهة. قال: وسميت السميرية بأول من ضربها واسمه سمير. حدثني عباس بن هشام الكلبي عن أبيه قال: حدثني عوانة بن الحكم أن الحجاج سأل عن ما كانت الفرس تعمل به في ضرب الدراهم. فاتخذ دار ضرب وجمع فيها الطباعين. فكان يضرب المال للسلطان مما يجتمع له من التبر وخلاصة الزيوف والستوقة والبرهجة. ثم أذن للتجار وغيرهم في أن تضرب لهم الأوراق واستغلها من فضول ما كان يؤخذ من فضول الأجرة للصناع والطباعين. وختم أيدي الطباعين. فلما ولى عمر بن هبيرة العراق ليزيد بن عبد الملك خلص الفضة أبلغ من تخليص من قبله وجود الدراهم. فاشتد في العيار. ثم ولي خالد بن عبد الله البجلي ثم القسري العراق لهشام بن عبد الملك فاشتد في النقود أكثر من شدة ابن هبيرة حتى أحكم أمرها أبلغ من أحكامه. ثم ولى يوسف بن عمر بعده فأفرط في الشدة على الطباعين وأصحاب الغيار وقطع الأيدي وضرب الأبشار. فكانت الهبرية والخالدية واليوسفية أجود نقود بني أمية. ولم يكن المنصور يقبل في الخراج من نقود بني أمية غيرها. فسميت الدراهم الأولى المكروهة. عن أبيه أن عبد الملك بن مروان أول من ضرب الذهب والورق بعد عام الجماعة. قال: فقلت لأبي: أرأيت قول الناس إن ابن مسعود كان يأمر بكسر الزيوف قال: تلك زيوف ضربها الأعاجم فغشوا فيها. حدثني عبد الأعلى بن حماد النرسي قال: حدثنا حماد بن سلمة قال: حدثنا داود بن أبي هند عن الشعبي عن علقمة بن قيس أن ابن مسعود كانت له بقاية في بيت المال فباعها بنقصان. فنهاه عمر بن الخطاب عن ذلك فكان يدينها بعد ذلك. حدثني محمد بن سعد عن الواقدي عن قدامة بن موسى أن عمرو وعثمان كانا إذا وجدا الزيوف في بيت المال جعلاها فضة. حدثني الوليد بن صالح عن الواقدي عن ابن أبي الزناد عن أبيه أن عمر بن عبد العزيز أنى برجل يضرب على غير سكة السلطان فعاقبه وسجنه وأخذ حديده فطرحه في النار. حدثني محمد بن سعد عن الواقدي عن كثير بن زيد عن المطلب بن عبد الله بن حنطب أن عبد الملك مروان أخذ رجلًا يضرب على غير سكة قال المطلب: فرأيت من بالمدينة من شيوخنا حسنوا ذلك من فعله وحمدوه. قال الواقدي: وأصحابنا يرون فيمن نقش على خاتم الخلافة المبالغة في الأدب والشهرة وأن لا يرون عليه قطعًا وذلك رأي أبي حنيفة الثوري. وقال مالك وابن أبي ذئب وأصحابهما: نكره قطع الدرهم إذا كانت على الوفاء وننهى عنه لأنه من الفساد. وقال الثوري وأبو حنيفة وأصحابه: لا بأس بقطعها إذا لم يضر ذلك بالإسلام وأهله. حدثني عمرو الناقد قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم عن ابن عون عن ابن سيرين أن مروان بن الحكم أخذ رجلًا بقطع الدراهم فقطع يده فبلغ ذلك زيد بن ثابت فقال: لقد عاقبه. قال إسماعيل: يعني دراهم فارس. قال محمد بن سعد وقال الواقدي: عاقب أبان بن عثمان وهو على المدينة من يقطع الدراهم. ضربه ثلاثين وطاف به. وهذا عندنا فيمن قطعها ودس فيها المفرغة والزيوف. وحدثني محمد عن الواقدي عن صالح بن جعفر عن ابن كعب في قوله: حدثنا محمد بن خالد بن عبد الله قال: حدثنا يزيد بن هارون قال: أنبأنا يحيى بن سعيد قال: ذكر لابن المسيب رجل يقطع الدراهم فقال سعيد: هذا من الفساد في الأرض. حدثنا عمر الناقد قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم قال: حدثنا يونس بن عبيد عن الحسن قال: كان الناس وهم أهل كفر قد عرفوا موضع هذا الدرهم من الناس فجودوه وأخلصوه فلما صار إليكم غششتموه وأفستدموه. ولقد كان عمر بن الخطاب قال: هممت أن أجعل الدراهم من جلود الإبل. فقيل له إذًا لا بعير. فأمسك. أمر الخط حدثنا عباس بن هشام بن محمد بن السائب الكلبي عن أبيه عن جده وعن الشرقي بن القطامي قال: اجتمع ثلاثة نفر من طيء ببقة وهم مرا مر بن مرة وأسلم بن سدرة وعامر بن جدرة فوضعوا الخط وقاسوا هجاء العربية على هجاء السريانية. فتعلمه منهم قوم من الأنفار ثم تعلمه أهل الحيرة من أهل الأنبار. وكان بشر بن عبد الملك أخو أكيدر بن عبد الملك بن عبد الجن الكندي ثم السكوني صاحب دومة أتجندل يأتي الحيرة فيقيم بها لحين وكان نصرانيًا. فتعلم بشر الخط العربي من أهل الحيرة. ثم أتى مكة في بعض أمره فرآه سفيان بن أمية بن عبد شمس وأبو قيس بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب يكتب فسألاه أن يعلمهما الخط. فعلمهما الهجاء ثم أراهما الخط فكتبا. ثم إن بشرًا وسفيان وأبا قيس أتوا الطائف في تجارة فصحبهم غيلان بن سلمة الثقفي فتعلم الخط منهم. وفارقهم بشر ومضى إلى ديار مضر فتعلم الخط منه عمرو بن زرارة بن عدس فسمي عمرو الكاتب. ثم أتى بشر الشام فتعلم الخط منه ناس هناك. وتعلم الخط من الثلاثة الطائيين أيضًا رجل من طابخة كلب فعلمه رجلًا من أهل وادي القرى فأتى الوادي يتردد فأقام بها وعلم الخط قومًا من أهلها. وحدثني الوليد بن صالح ومحمد بن سعد قالا: حدثنا محمد بن عمر الواقدي عن خالد بن الياس عن أبي بكر بن عبد الله بن أبي جهم العدوي قال: دخل الإسلام وفي قريش سبعة عشر رجلًا كلهم يكتبون: عمر بن الخطاب وعلي بن أبي طالب وعثمان بن عفان وأبو عبيدة بن الجراح وطلحة ويزيد بن أبي سفيان وأبو حذيفة بن عتبة بن ربيعة وحاطب بن عمرو أخو سهيل بن عمرو العامري من قريش وأبو سلمة بن عبد الأسد المخزومي وأبان بن سعيد بن العاصي بن أمية وخالد بن سعيد أخوه وعبد الله بن سعد بن أبي سرح العامري وحويطب بن عبد العزى العامري وأبو سفيان بن حرب بن أمية. ومعاوية بن أبي سفيان وجهيم بن الصلت بن مخرمة بن المطلب بن عبد مناف ومن حلفاء قريش العلاء بن الحضرمي. حدثني بكر بن الهيثم قال: حدثنا عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن عبد الله بن عبد الله بن عقبة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال للشفاء بنت عبد الله العدوية من رهط عمر بن الخطاب: ألا تعلمين حفصة رقنة النملة كما علمتها الكتابة وكانت الشفاء كاتبة في الجاهلية. حدثني الوليد بن صالح عن الواقدي عن أسامة بن زيد عن عبد الرحمن بن سعد قال: كانت حفصة زوج النبي صلى الله عليه وسلم تكتب. وحدثني الوليد عن الواقدي عن ابن أبي سبرة عن علقمة بن أبي علقمة عن محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان أن أم كلثوم بنت عقبة كانت تكتب. وحدثني الوليد عن الواقدي عن فروه عن عائشة بنت سعد أنها قالت: علمني أبي الكتاب. عن عائشة أنها كانت تقرأ المصحف ولا تكتب. وحدثني الوليد عن الواقدي عن عبد الله بن يزيد الهذلي عن سالم سبلان عن أم سلمة أنها كانت تقرأ ولا تكتب وحدثني الوليد ومحمد بن سعد عن الواقدي عن أشياخنا قالوا: أول من كتب لرسول الله صلى الله عليه وسلم مقدمه المدينة أبي بن كعب الأنصاري. وهو أول من كتب في آخر الكتاب وكتب فلان. فكان أبي إذا لم يحضر دعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم زيدبن ثابت الأنصاري فكتب له. فكان أبي وزيد يكتبان الوحي بين يديه وكتبه إلى الناس وما يقطع وغير ذلك. قال الواقدي: وأول من كتب له من قريش عبد الله بن سعد بن أبي سرح ثم ارتد ورجع إلى مكة وقال لقريش. أنا آتي بمثل ما يأتي به محمد. وكان يملي عليه الظالمين فيكتب الكافرين. يمل عليه سميع عليم فيكتب غفور رحيم. وأشباه ذلك فأنزل الله: فكتب لرسول الله صلى الله عليه وسلم عثمان بن عفان شرحبيل بن حسنة الطابخي من خندف حليف قريش. ويقال بل هو كندي وكتب لهم جهيم بن الصلت مخرمة وخالد بن سعيد وأبان بن سعيد بن العاص والعلاء بن الحضرمي. فلما كان الفتح أسلم معاوية وكتب له أيضا. ودعاه يومًا وهو يأكل فأبطأ فقال: لا أشبع الله بطنه. فكان يقول: لحقنني دعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم. وكان يأكل في اليوم سبع أكلات وأكثر وأقل. وقال الواقدي وغيره: كتب حنظلة بن الربيع بن رباح الأسدي من تميم بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم مرة فسمي حنظلة الكاتب. وقال الواقدي: كان الكتاب بالعربية في الأوس والخزرج قليلًا. وكان بعض اليهود قد علم كتاب العربية وكان تعلمه الصبيان بالمدينة في الزمن الأول فجاء الإسلام وفي الأوس والخزرج عدة يكتبون. وهم سعد بن عبادة بن دليم والمنذر بن عمرو وأبي بن كعب وزيد بن ثابت فكان يكتب العربية والعبرانية ورافع بن مالك وأسيد بن حضير وسعد بن الربيع وأوس ابن خولى وعبد الله بن أبي المنافق. قال: فكان الكملة منهم - والكامل من يجمع إلى الكتاب الرمي والعوم - رافع بن مالك وسعد بن عبادة وأسيد بن حضير وعبد الله ابن أبي وأوس بن خولى وكان من جمع هذه الأشياء في فكتب لرسول الله صلى الله عليه وسلم عثمان بن عفان شرحبيل بن حسنة الطابخي من خندف حليف قريش. ويقال بل هو كندي وكتب لهم جهيم بن الصلت مخرمة وخالد بن سعيد وأبان بن سعيد بن العاص والعلاء بن الحضرمي. فلما كان الفتح أسلم معاوية وكتب له أيضاَ. ودعاه يومًا وهو يأكل فأبطأ فقال: لا أشبع الله بطنه. فكان يقول: لحقنني دعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم. وكان يأكل في اليوم سبع أكلات وأكثر وأقل. وقال الواقدي وغيره: كتب حنظلة بن الربيع بن رباح الأسدي من تميم بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم مرة فسمي حنظلة الكاتب. وقال الواقدي: كان الكتاب بالعربية في الأوس والخزرج قليلًا. وكان بعض اليهود قد علم كتاب العربية وكان تعلمه الصبيان بالمدينة في الزمن الأول فجاء الإسلام وفي الأوس والخزرج عدة يكتبون. وهم سعد بن عبادة بن دليم والمنذر بن عمرو وأبي بن كعب وزيد بن ثابت فكان يكتب العربية والعبرانية ورافع بن مالك وأسيد بن حضير وسعد بن الربيع وأوس ابن خولى وعبد الله بن أبي المنافق. قال: فكان الكملة منهم - والكامل من يجمع إلى الكتاب الرمي والعوم - رافع بن مالك وسعد بن عبادة وأسيد بن حضير وعبد الله ابن أبي وأوس بن خولى وكان من جمع هذه الأشياء في فكتب لرسول الله صلى الله عليه وسلم عثمان بن عفان شرحبيل بن حسنة الطابخي من خندف حليف قريش. ويقال بل هو كندي وكتب لهم جهيم بن الصلت مخرمة وخالد بن سعيد وأبان بن سعيد بن العاص والعلاء بن الحضرمي. فلما كان الفتح أسلم معاوية وكتب له أيضاَ. ودعاه يومًا وهو يأكل فأبطأ فقال: لا أشبع الله بطنه. فكان يقول: لحقنني دعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم. وكان يأكل في اليوم سبع أكلات وأكثر وأقل. وقال الواقدي وغيره: كتب حنظلة بن الربيع بن رباح الأسدي من تميم بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم مرة فسمي حنظلة الكاتب. وقال الواقدي: كان الكتاب بالعربية في الأوس والخزرج قليلًا. وكان بعض اليهود قد علم كتاب العربية وكان تعلمه الصبيان بالمدينة في الزمن الأول فجاء الإسلام وفي الأوس والخزرج عدة يكتبون. وهم سعد بن عبادة بن دليم والمنذر بن عمرو وأبي بن كعب وزيد بن ثابت فكان يكتب العربية والعبرانية ورافع بن مالك وأسيد بن حضير وسعد بن الربيع وأوس ابن خولى وعبد الله بن أبي المنافق. قال: فكان الكملة منهم - والكامل من يجمع إلى الكتاب الرمي والعوم - رافع بن مالك وسعد بن عبادة وأسيد بن حضير وعبد الله ابن أبي وأوس بن خولى وكان من جمع هذه الأشياء في قال الواقدي: وكان جفينة العبادي من أهل الحيرة نصرانيًا ظئرًا لسعد بن أبي وقاص. فاتهمه عبيد الله بن عمر بمشايعة أبي لؤلؤة على قتل أبيه فقتله وقتل ابنيه. حدثنا اسحاق بن اسرائيل قال: حدثنا عبد الرحمن بن أبي الزناد عن أبيه عن خارجة بن زيد بن ثابت قال: أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أتعلم له كتاب اليهود وقال لي: إني لا آمن يهوديًا على كتابي. فلم يمر بي نصف شهر حتى تعلمته. فكنت أكتب له إلى يهود وإذا كتبوا إليه قرأت كتابهم.
|