الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: تحفة المحبين والأصحاب في معرفة ما للمدنيين من أنساب **
"بيت باشعيب" أصلهم من مدينة حضرموت. ويزعمون أنهم ينتسبون إلى الأنصار والله أعلم. وهم يكادون أن يكونوا قبيلة. ومن علامة صحة نسب الأنصار أن يكونوا شرذمة قليلة. لقوله صلى الله وسلم ". . . الناس يكثرون والأنصار يقلون حتى يصيروا كالملح في الطعام ". وأول من استوطن منهم المدينة المنورة الفقيه عبد الله بن محمد باشعيب الحضرمي. وكان فقيهًا يعلم الصبيان القرآن إلى أن توفي. وأعقب من الأولاد: محمدًا وعليًا. وأما علي فأعقب محمد علي. وصار إمامًا شافعيًا. وتوفي عن غير ولد في سنة 1149. وكان صاحب ثروة تزوج فاطمة بنت عمر قاشقجي. ومن مخلفاته اشترى والدنا المرحوم أرض المجزرة المعروفة وألحقها بوقفه. وبموته انقرض هذا البيت من المدينة. بيت بافضل " بيت بافضل " أهل دين وصلاح وفضل ينسبون إلى مدينة حضرموت. وأصلهم من قبيلة مذحج. وأول من قدم منهم المدينة المنورة الفقيه أحمد بن محمد بن عبد الله بن عبد الرحمان بافضل السعدي المذحجي نسبة إلى سعد العشيرة الصحابي المشهور. وقد ترجم الشيخ عبد الله كثير من المترجمين. وأن مولده مدينة تريم سنة 850 وارتحل إلى اليمين وإلى الحرمين الشريفين. ثم عاد إلى حضرموت. ثم ارتحل إلى الشحر على نشر العلوم والتأليف والتصنيف. وله المختصر المشهور في الفقه الذي شرحه الشيخ بن حجر المكي. وكانت وفاته ببندر " الشحر " في شهر رمضان سنة 918. وكان وصول الفقيه الشيخ أحمد بن محمد بافضل إلى المدينة المنورة في حدود سنة 1020. فأما علي فمولده سنة 1030. وكان فقيهًا " فاضلًا " حسن الخط ووفاته في حدود سنة 092. وأعقب من الأولاد: إبراهيم ومحمدا " وأحمد " ورقية. فأما إبراهيم فمولده في سنة 1070 وكان قطانًا. وتوفي سنة 1150. وأعقب: محمدًا وآمنة. وتوفيت وتوفي محمد سنة 1188 عن غير ولد. وبموته انقرض هذا البيت من المدينة. وأما محمد فتوفي شهيدًا في حرة قريظة في فتنة بني علي المشهورة سنة 1111. وكان بطلًا شجاعًا في وجاق النوبجتية. وأما أحمد فتوفي سنة 1128. وأعقب أم الحسن زوجة السيد عمر البار باعلوي والدة أولاده. ثم تزوجها السيد أبو بكر الدمشقي. وتوفيت سنة 1188. وأما رقية فمولدها سنة 1060. وتوفيت سنة 1130. وكانت امرأة صالحة طالبة علم. وتزوجت على الجد الأمجد الشيخ يوسف الأنصاري. وولدت له والدنا عبد الكريم والعم عبد الرحيم والعمة خديجة. وأما محمد المذكور أعلاه " ف " أعقب عبد الكريم. ووفاته سنة 1147. " وأعقب محمدًا ووفاته عن غير ولد سنة 1175 ". وزعم بعض الناس أن بيت بافضل المزبور ينتسبون إلى الأنصار. وليس لهم أصل. وقد حررت نسبتهم في رسالة سميتها " نزهة الأبصار في عدم صحة نسب الخمسة البيوت المنسوبين إلى الأنصار ". وهم بيت بافضل وبيت باشعيب وبيت الخياري وبيت الكراني وبيت التمتام ولله در القائل في قوله: لقد تسمى بالهوى غير أهله. . . . الخ بيت بيض " بيت بيض " أصلهم الحاج عثمان بن محمد الشامي الملقب ببيض. ولم أقف على سبب هذا اللقب. وكان رجلًا كاملًا عاقلًا. قدم المدينة المنورة مجاورًا بها. وصار يتعاطى البيع والشراء إلى أن توفي بها. وأعقب من الأولاد: مصطفى وحسنًا ومحمدًا. فأما مصطفى فكان جوربجيًا في القلعة السلطانية. ومات ولم يعقب. وأما حسن فكان رجلًا كاملًا يتعاطى البيع والشراء مثل والده وجمع أموالًا عظيمة. وكانت تحت يد وكيله محمد درويش الجداوي ببندر جدة المعمورة. وفلس وسرح فضاعت تلك الأموال ولم يتحصل منها إلا على شيء قليل. وأعقب ولدًا سماه مصطفى توفي شابًا. وأعقب ولدًا سماه سالمًا أمه مارية بنت أحمد النحاس أذهب ما بقي من الصر والجراية. ولم يبق له في الدفاتر شيء. واشتغل بالفلاحة فأضاع فيها تلك الأموال وصار يستدين من الناس إلى أن وأما محمد المزبور فكان إسكافيًا. ومات عن غير ولد رحمه الله. بيت البناني " بيت البناني " نسبة إلى بيع بن القهوة المعروفة. ينسب إليها جماعة كثير أشهرهم: الخواجة عبد القادر البناني الهند " ي ". ورد إلى المدينة المنورة هو وأبوه وأخوه جمال الدين والد عبد الرحمان الموجود اليوم. وذلك في سنة 1140. وكان عطارًا في دكان في حارة الآغوات. ثم لما اتسع ترك العطارة وتعاطى البيع والشراء في القماش. وصار يسافر إلى جدة المعمورة إذا وصلت المراكب الهندية في كل عام. وابن أخيه عبد الرحمان كذلك. وتزوج. وله عدة بنات وأولاد موجودون اليوم. بيت البكري " بيت البكري " نسبة إلى سيدنا أبي بكر الصديق - رضي الله عنه - وإليه ينتسب خلق كثير بالمشرق والمغرب. وأشهرهم وأصحهم نسبة السادة البكرية الموجودون اليوم بمصر المحمية. ولنا إليه نسبة صحيحة من جهة الأمهات سنذكرها في محلها إن شاء الله. وأشهر من بالمدينة المنورة الشيخ إبراهيم بن محمد تقي ابن إبراهيم بن محمد تقي بن ملا قاسم وأول من قدم منهم المدينة المنورة ملا قاسم المذكور. وذلك في حدود سنة 1000. وتزوج أم هانئ بنت الخطيب إلياس الرومي. وولدت له محمد تقي المزبور. وكان رجلًا كاملًا عاقلًا فاضلًا. وتوفي وأعقب من الأولاد: محمد تقي المزبور وصار خطيبًا وإمامًا شافعيًا. ومولده في سنة 1010. وتوفي سنة 1070. وأعقب من الأولاد: إبراهيم. ومولده سنة 1052. وأمه فاطمة بنت المقبول الكازروني واقفة البيتين الكائنين بخط زقاق بني تقي بقرب باب الرحمة. وتوفي سنة 1090 وأعقب: محمد تقي وامتحن في قضية فتنة العهد بالمدينة وأخرج منها بالفرمان العالي الشان. وسكن وادي الصفراء مدة مديدة ثم عاد إليها. وتوفي سنة 1152. وأعقب من الأولاد: إبراهيم وزينب زوجة الخطيب محمد الخياري والدة أولاده: زين ورقية الموجودين اليوم. وتوفيت " زينب " سنة 1175. وأما إبراهيم فمولده في سنة 1140. وتوفي سنة 1188. وأعقب ولدًا سماه عبد الله ودرويشة موجودة الآن. وأخوها توفي سنة 1194. بيت البخاري " بيت البخاري " نسبة إلى مدينة بخارى المشهورة مما وراء النهر. وإليها ينتسب جماعة كثيرون بالمدينة المنورة. أشهرهم أهل هذا البيت. وأول من قدم منهم إلى المدينة المنورة محسن بن حسين البخاري في حدود سنة 1020 وكان رجلًا صالحًا مباركًا. وتوفي سنة 1080. وأعقب من الأولاد: أحمد ومولده سنة 1070. وكان رجلًا كاملًا حسن الخط ونسخ كثيرًا من الكتب العلمية. وكان كاتب المحكمة في سنة 1116. وكان كثير الإقامة في قبا. وتوفي سنة 1136. وأعقب من الأولاد: صاحبنا حسنًا وفاطمة والدة صاحبنا الشيخ إبراهيم العمودي الخطيب والإمام بقية الإسلام. وأما حسن فمولده سنة 1130 وتوفي سنة 1180 عن غير ولد. وبموته انقرض هذا البيت بالمدينة المنورة. ورثه ابن أخته الشيخ إبراهيم المزبور. وفي مكة المكرمة بيت البخاري المشهورين بها. وكان منهم جماعة كل منهم خطيب وإمام بالمسجد الحرام. وقد انقرض هذا البيت أيضًا في مكة في سنة 1140 في أيام الشريف عبد الله ابن سعيد وورثهم حيث لا وارث لهم من العصبات ولا من الأرحام. وكان من جملة مخلفاتهم الحديقة المعروفة بالبخارية بالمعلاة. وقد عمرها الشريف عبد الله المذكور بأحسن عمارة. وهي الآن بيد ورثة الشريف عبد الله المزبور. وقد غلط بعض المتأخرين من المؤرخين حيث قالوا: أنهم من أولاد عم المذكورين فلو كان الأمر كذلك لورثوا منهم ما هناك. وقد اختلف في نسبهم من جهة الشرف فرجح الحافظ الشيخ جار الله بن فهد المكي عدم نسبتهم إلى الشرف وعده من جملة السرف. وقد ألف تأليفًا لطيفًا سماه " القول المؤتلف في نسبة الخمسة البيوت المنسوبين إلى الشرف " وعد منها هذا البيت وقد طالعته لما كنت مجاورًا بمكة المكرمة. بيت البصري " بيت البصري " نسبة إلى البصرة المشهورة. والأصل من كازرون كما ذكره الشيخ عبد الرحمان الكازروني. وأول من قدم منهم المدينة المنورة مهاجرًا السيد إبراهيم بن السيد زين العابدين وذلك في حدود سنة 1070. وصاهر الأمير الكبير علي باشا الحسائي وزوجه بنته فاطمة. وصار له بسبب ذلك مظهر عظيم. وكان سيدًا كاملًا وهمامًا فاضلًا. وهو ابن عم السيد عمر البصري المكي الشافعي. ويعرف عند أهل المدينة المنورة بالسيد السلامي. وسببه أنه كان يرد على الرسول السلام فيرد عليه. قد صار لكثير من الأكابر مثل هذا. " وأعقب من الأولاد: السيد زين العابدين. وكان سيدًا جليلًا جيدًا جميلًا. ". وأعقب من الأولاد: السيد محمدًا والسيد عليًا والسيد حسينًا والسيد عبد الرحمان. فأما السيد محمد والسيد علي فماتا ولم يعقبا وأما السيد حسين " ف " أعقب بنتًا. وتقرر في وظيفتي بوابة سيدنا حمزة - رضي الله عنه - ومشيخة زاوية سيدي العارف بالله أحمد البدوي المنحلين عن الشيخ محمود الحلبي في سنة 140. وتوفي السيد حسين المزبور في سنة 1162. وتقرر في الوظيفتين المزبورتين. أخوه السيد عبد الرحمان المذكور. وكان بيننا وبينه محبة وصحبة بمكة المكرمة. وكان رجلًا شريفًا. لطيفًا ظريفًا. توفي سنة 1163. وأعقب من الأولاد: السيد عليًا والشريفة ريا والدة الخطيب حسين الخليفتي وأخته. وأما السيد علي فمولده سنة 1162. وتوفي عن بنت تسمى صالحة. وتوفي سنة 1185 وانقرض بموته هذا البيت. والبقاء لله تعالى. وتقرر بعد وفاته في الوظيفتين المزبورتين من بقي من بنات السادة البصريين. وهو خلاف الشرع الشريف والقانون المنيف لأنهما من وظائف الرجال. ويستحقها حسين الخليفتي لأنه من أولاد البنات والأقارب بموجب الفرمان السلطاني المعمول به. وقد أقمن صهرهن الشيخ ولي الدين الهتاري في القيام بمباشرة الوظيفتين المزبورتين نائبًا عنهن. وهو رجل لا بأس به من أهل الخير والصلاح. ثم في سنة 1187 تقرر في الوظيفتين السيد أبو بكر أولياء زاده بموجب وصل من الشريف سرور. وباشر الوظيفتين المزبورتين. ثم رجع الشريف سرور المذكور فرجع ورفع السيد أبا بكر المزبور ورد لهن الوظيفتين المزبورتين. وهما بأيديهن اليوم. بيت البصراوي " بيت البصراوي " نسبة إلى البصرة المشهورة على غير قياس من باب تغييرات النسب. وإليها ينتسب كثير. أشهرهم وأصلهم الشيخ حسن البصر شيخ المزورين. قدم المدينة المنورة صغيرًا في حدود سنة 1115. ونشأ بها وتعلم صنعة الخياطة. وكان صاحب مجون ومضحكات وملاطفات. وتوفي في حدود سنة 1147. وأعقب من الأولاد: محمدًا وعليًا وفاطمة زوجة البكري والدة وأما محمد فتوفي شابًا عن غير ولد في سنة 1148. وكان من أهل القلعة. وأما علي فهو موجود اليوم. وكان في وجاق النوبجتية. وصار بيرقدارًا. ثم عزل وبيع. وهو رجل لطيف الذات في غاية الكمالات. وله عدة أولاد وبنات هو وهم موجودون اليوم بقيد الحياة. بيت الباشا " بيت الباشا " أصلهم الأمير الكبير علي باشا الحسائي ترجمة الشيخ مصطفى " بن " فتح الله الحموي في نتائج السفر في أهل القرن الحادي عشر وأطال ترجمته. وترجم بعض أولاده. ورد المدينة المنورة في سنة 1040. وكان صاحب ثروة عظيمة. واشترى الحوش الكبير الذي بقرب القلعة السلطانية. وعمر به عدة بيوت. واشترى أيضًا بعض نخيل بجزع البركة مغيض العين الزرقاء ونخلًا بجزع قربان يسمى كفتات. وأوقف الجميع على أولاده الخ. ولم يزل مقيمًا بها إلى أن توفي. وأعقب من الأولاد: الأمير يحي. وتوفي سنة 1076. وأعقب " الأمير " أبا بكر والد الأمير حسن والد الأمير أحمد المتوفى سنة 1175 عن غير وأعقب الأمير أحمد والد الأمير علي المتوفى عن غير ولد. وذلك في سنة 1152. وبقي جماعة من هذا البيت مقيمين بالأحساء. والوقف المزبور منحصر فيهم. وله وكيل من طرفهم يتولى هذا الوقف. ويصل منهم في بعض السنين أحد يقبض ما غل. ومن أولاد بناتهم الذين بالمدينة المنورة بيت السادة البصريين المشهورين بالمدينة وقد انقرضوا أيضًا ولم يبق منهم إلا بعض بناتهم الموجودات " اليوم " كما سبق ذكره في محله. والله أعلم. بيت البوشناق " بيت البوشناق " ينتسبون إلى الطائفة المعروفة بالبوشناق المشهورين بأرض الروم. وأول من قدم منهم المدينة المنورة محمد آغا متوليًا آغاة الأسباهية. وذلك في حدود سنة 080. وكان رجلًا كاملًا شجاعًا كريمًا. وتولى نظارة وقف المرحوم عمر أفندي قره باش وعمر غالب البيوت الكبار التي في واجهة الحوش من جهة المناخة السلطانية. ثم تصرف فيها أولاده بالفراغ والنزول للناس. ولم يبق بأيديهم اليوم إلا القليل. وكانت وفاته في حدود سنة 1100. وأعقب من الأولاد: مصطفى " آغا " الملقب بالأشتف يعني الأيسر لأنه كان يستعمل يده اليسرى في غالب أعماله. وأعقب من الأولاد: محمدًا وفاطمة زوجة عثمان عفان والدة أولاده. وأما محمد فسافر إلى مصر المحروسة من طرف وجاق الأسباهية في شأن المحاسبة من جهة غلال أهالي المدينة. وتوفي بها في سنة 1166. ويقال: أنه مسموم. وأعقب من الأولاد: محمودًا وهو بيت مال الأسباهية. رجل كامل عاقل لا بأس به موجود اليوم. بيت البنقالي " بيت البنقالي " نسبة إلى بنقالة مدينة عظيمة بالهند. وينسب إليها كثير فمن أشهرهم: الشيخ أبو بكر البنقالي. قدم المدينة المنورة على قدم التجريد سنة 1100. وكان من أهل الخير والصلاح. وتوفي سنة 1120. وأعقب من الأولاد: محمد مولده سنة 1110. وتوفي سنة 1160. وكان رجلًا شجاعًا من النوبجتية. وأعقب من الأولاد: أبا بكر وعمر وأمهما الشريفة حليمة القناوية. فنشآ على حفظ القرآن. ثم لما كبرا استحوذ عليهما الشيطان. فشكيا على أحمد باشا - إذ ذاك هو بالمدينة - بأنهما يصنعان الخمر في رباط الجوبانية الكبرى بقرب باب الرحمة. ولا تستطيع امرأة ولا صبي أن يمر بذلك الموضع بعد المغرب فقبض عليهما أحمد باشا وحبسها في القلعة وخنقهما. وذلك في سنة 181 ولم يعقبا. وكانا من الشجاعة على جانب عظيم مثل والدهما وأكثر. بيت البغولي " بيت البغولي " نسبة إلى طائفة من أهل العراق يقال لهم البغولية. يقال: إن جدهم الكبير الرافضي الشهير كان فلاحًا في بعض حدائق المدينة المنورة. وأنه كان عنده بغلان يسوق عليهما السواني وسمى أحدهما أبا بكر والثاني عمر من شدة رفضه وبغضه عدو الله والرسول لعنة الله عليه فبينما هو يومًا من الأيام يسوق السواني عليهما إذ رفسه واحد منهما فقضى عليه في الحال. فيقال: إن الذي رفسه هو عمر. ففي المدينة اليوم من هذا البيت يحي وقاسم وأولادها حامد وحسن وهم الآن فلاحون يتعاطون الفلاحة ويتشبهون بالبادية في زيهم ويسافرون معهم لأجل البيع والشراء. وقد تزوج منهم السيد سليمان بن محمد الحسيني وأولاده منهم. وهم متهمون بالرفض إلى يومنا هذا. وسيماء الرفض على وجوههم ظاهرة لا تخفى على ذي بصيرة. بيت البصنوي " بيت البصنوي " نسبة إلى بوسنة بلدة عظيمة مشهورة بأرض الروم. وإليها ينسب كثير فمن أشهرهم: العلامة الفهامة عبد الله أفندي بن حسن المدرس الرومي المجاور بالمدينة المنورة وذلك في سنة 080. وكان عالمًا عاملًا فاضلًا كاملًا في المعقولات والمنقولات. وكان يقرأ عليه سيدي الجد الأمجد الشيخ يوسف الأنصاري. وكان على جانب عظيم من العبادة والزهادة. ونال بذلك الحسنى وزيادة وتوفي في سنة 1110 وأعقب من الأولاد: مصطفى. وكان رجلًا صالحًا مباركًا. وكان ساكنًا بجوار دارنا. وتوفي " سنة " 1138. وتزوج بنتي محمد أفندي الرومي. وأعقب من الأولاد حسنًا وعبد الله. وكانا أشبه بوالدهما في أخوالهما. وأما حسن فمولده سنة 1120 وتوفي " في " سنة 1152. وأعقب من الأولاد: مصطفى مولده سنة 1150. وهو صهر عبد الرحمان أفندي المرعشي شيخ الفراشين وله من بنته أولاد موجودون اليوم. وأما عبد الله فمولده سنة 1124 وتوفي سنة 1170. وأعقب من الأولاد: محمد المتوفى في أرض الروم سنة 1193. وله من محصنة بنت أرنود موجودون اليوم. " بيت بيرم " أصلهم بيرم أفندي الرومي الداغستاني المجاور بالمدينة المنورة في حدود سنة 060. وكان عالمًا فاضلًا من أحسن المجاورين سيرة وسريرة. وكان صاحب ثروة. وهو الذي عمر الحديقة المشهورة بالصالحية وأوقفها على عتقائه وأولادهم الخ. وهذا البيت من أولاد عتقاء بيرم أفندي. وقد انحصر هذا الوقف اليوم في محمد ملا الحامل وأولاد قاسم النجار المغربي: أحمد وخديجة وأولادهما. " فائدة " هذا القبر الذي في الصالحية يزوره النساء ويعتقدنه لا أصل له أبدًا. ويزعمون أنه قبر رجل صالح يسمى الشيخ صالح. وأن الصالحية تنسب إليه. وهذا لا أصل له. وإنما الصالحية محلة تنسب لجماعة من بني حسين يقال لهم الصوالحة. وقد انقرضوا. وبيعت تلك البيوت لأهل المدينة وغيرهم من المجاورين. وأوقفوها على ما هي اليوم. فسبحان من يرث الأرض وما عليها وهو خير الوارثين. بيت البلخي " بيت البلخي " نسبة إلى بلخ مدينة مشهورة مما وراء النهر وإليها ينسب كثير. فمن أشهرهم: الحاج محمد بن قاسم البلخي. قدم المدينة المنورة في حدود سنة 1050. وكان رجلًا كاملًا صالحًا عاقلًا. وكان من احسن المجاورين. وتوفي سنة 1067. وأعقب من الأولاد: الطيب والظاهر والقاسم. فأما الطيب فكان رجلًا كاملًا من أهل القلعة السلطانية. وتولى ترجمانًا للقاضي فنسبت إليه أمور قبيحة فشكي على الشريف سعد الدين فقتله في القاضية خفية ودفنه فيها. وكان الشريف - إذ ذاك - نازلًا بها في حدود سنة 1104 حيث جاء لحرب حرب. وأعقب من الأولاد: " محمد الطيب الإسكافي المتوفى سنة 1142 عن غير ولد. وأما الطاهر فأعقب من الأولاد: درويش محمد السروجي وخديجة والدة حماد أفندي وطاره يوسف قفاص ومنى والدة محمد صالح حماد وإخوته. وأما الدرويش محمد المتوفى سنة 1152 فأعقب من الأولاد: عبد القادر وأحمد وفاطمة زوجة أبي السعود " بن " عبد الحفيظ والدة أولاده. فعبد القادر توفي بالهند عن غير ولد سنة 080. وأحمد قتله علي بدر الهندي سنة 1184. وأما قاسم فأعقب: أحمد وحسنًا الملقب بالشامي المتوفى عن غير ولد سنة 1187. وأما أحمد فأعقب من الأولاد: طاهرًا وقاسمًا. وكان رجلًا شجاعًا من الإنقشارية وتوفي سنة 152. " بيت البرادعي " نسبة إلى صنعة البرادع وينسب إليها كثير. فمن أشهرهم: الحاج محمد المصري البرادعي. قدم المدينة المنورة في سنة " 1100 " وكان رجلًا صالحًا مباركًا. وتوفي سنة 1120. وأعقب من الأولاد: محمد جمال. وكان على طريقة والده. وزوجناه على قرنفلة عتيقة العمة خديجة وأحسن إليها. وتوفي سنة 1147. وأعقب من الأولاد: أحمد. وصار جوربجيًا في وجاق النوبجتية. وتوفي سنة 1160. وأعقب من الأولاد: محمد سعيد. وصار بيرقدارًا في الإنقشارية. وصال صولة عليه. وكان عظيم الذات جميل الصفات. وتوفي عن غير ولد سنة 1188. بيت باعلوي " بيت باعلوي " قد ألف العلامة السيد محمد الشلبي المكي باعلوي في أصولهم وفروعهم كتابًا سماه ". . . المنهل الروي في مناقب آل باعلوي. . . " يشتمل هذا البيت على أناس كثيرين " بالمدينة المنورة " فمن أشهرهم وأقربهم إلينا. السيد الأجل السيد سهل بن السيد أحمد باسهل باعلوي. وهو ابن خالتنا شقيقة والدتنا المرحومة صفية بنت محمد سعيد سيدون. وشهرته تغني عن تعريفه. ومولده سنة 1133. واشتغل بطلب العلم الشريف. وصار له نظم ونثر لطيف. وكان حسن الخط. وتولى كتابة الشريف. وصار شيخًا على السادة آل باعلوي. ورزق من الأولاد: السيد عبد الرحمان والشريفة نور والدتهما الشريفة عائشة بنت السيد حسين البكرية باعلوي وكلهم موجودون اليوم. ما عدا السيد سهل المذكور - رقاه الله في أعلى القصور - انتقل انتهاء ذي القعدة سنة 1194. بيت جمل الليل باعلوي ومن آل باعلوي السيد علوي باحسن جمل الليل باعلوي قدم المدينة المنورة على قدم التجريد سنة 1165. وكان مولده بمكة المكرمة في سنة 1140. وبها نشأ نشأة صالحة وطلب العلم الشريف. وكان رجلًا كاملًا عاقلًا متحركًا لطيف الذات ظريف الصفات. سافر إلى اليمن وإلى الحبشة وإلى بغداد وإلى مصر والشام والروم. وبلغ من الكل ما يروم. وحصل له قبول وإقبال حتى حصل على جملة من المال من صرة وجرايات وتعلقات من جهات. وعمر الدار الكبرى التي بخط الشارع على مقعد بني حسين وأصرف على عمارتها " نحو " 10000 غرش. وتوفي بمدينة حماة راجعًا من الروم في رمضان سنة 1186 وترك من النقود 10000. وأعقب من الأولاد: السيد أحمد والسيد زينًا والشريفة علوية والدتهم زينب بنت إبراهيم أفندي كريمة المسعودي فأما السيد أحمد الزبور فمولده في سنة 1170. ونشأ نشأة صالحة ولوائح الخير عليه لائحة. واشتغل بطلب العلوم من منطوق ومفهوم. وهو موجود اليوم. وأما أخوه السيد زين المزبور فمولده في سنة 1174. ونشأ نشأة صالحة. وهو موجود اليوم. وأخته علوية باقية أيضًا. وللسيد علوي المزبور أخ شقيق يسمى السيد حسينًا. مولده بمكة المكرمة سنة 1144. وهو شريف لطيف كامل ظريف وبيننا وبينه صحبة أكيدة ومحبة شديدة. بيت البيتي " باعلوي " ومنهم " بيت البيتي " نسبة إلى بيت مسلمة قرية من أعمال تريم بحضرموت. وأول من قدم منهم المدينة في سنة 1100 السيد الجليل السند الأصيل السيد محمد البيتي باعلوي وكان رجلًا صالحًا مباركًا حسن الهيئة واللباس يعتقده كثير من الناس. وظهرت له متى يلم بنا في دهرنا نصب أو حادث يعقل المعقول إذ يأتي فإن لي برسول الله معتقدًا به أدافع ما أخشى وبالبيت وكان السيد المذكور مولعًا بالطيب وركوب الخيل ولبس الثياب الفاخرة. ورزقه الله من حيث لا يحتسب. وتوفي سنة 1135. وأعقب من الأولاد: السيد جعفر والسيد عليًا والشريفة سلمى. فأما السيد جعفر المزبور فمولده سنة 1110. ونشأ نشأة صالحة واشتغل بطلب العلم الشريف وبرع في نظم الشعر اللطيف حتى كاد أن يكون متنبئ زمانه وأمرأ قيس أوانه. وبرع في علم الطب. وسافر إلى الديار الرومية وإلى الديار اليمنية. ودخل مدينة صنعاء ثلاث مرات. وتولى كتابة الشريف ووزارته بالمدينة المنورة. وتمذهب بمذهب أبي حنفية - رضي الله عنه - وتوفي سنة 1182. وأعقب من الأولاد: السيد أحمد والسيد إسماعيل و " السيد " حسينًا. فأما السيد أحمد فنشأ على طريقة والده في الجملة. وصار كاتبًا للشريف سرور. وصار أيضًا قائمقام الوزير سنة 1196. وتزوج ابنة عمه. وله منها الأولاد: وأما السيد حسين فتوفي شابًا عن غير أولاد. وأما السيد علي المذكور أعلاه فمولده في سنة 1115. ونشأ نشأة صالحة على طريقة أخيه. وتولى كتابة الشريف في بندر ينبع المحروس. ثم وزيرًا به. ثم تولى وزارة جده المعمورة. ثم عزل منها. وتولى وزارة المدينة. وأضاع جميع الأموال التي حصلها من بندر ينبع. وصار له اشتغال بالفلاحة في حدائق جزع السيح. وتوفي فجأة في سنة 1175. وأعقب من الأولاد: السيد علويًا والسيد محمدًا والسيد حسنًا والسيد حسينًا والسيد عبد الله. فأما السيد علوي فنشأ على طلب العلم. وهو حاذق في غاية الفهم. وصار له ملكة في علم الطب أحسن من غيره بكثير حتى لربما لا يوجد له بالمدينة نظير. وتزوج وله أولاد. وأما بقية إخوته فهم كآحاد الناس ما فيهم ما يذكرون به. والله أعلم. بيت بلاخي " بيت بلاخي " لم أقف على أن هذه نسبة لهم أم لقب. أصلهم " الحاج " محمد السليماني الشهير ببلاخي. قدم المدينة المنورة سنة 1100 فصار سقاء في الحرم النبوي الشريف. وتوفي سنة 120. وأعقب من الأولاد: عبد الرحمان. وكان رجلًا متحركًا يتردد كل حين إلى الخيف وإلى وادي الصفراء ويتعاطى البيع والشراء. وتظاهر بين الناس ودخل في وجاق القلعة السلطانية. وتوفي سنة 1192. وأعقب من الأولاد: محمدًا وحسنًا وحمدان ويحي الأعمى. فأما محمد فتوفي وأعقب عبد الرحمان. وأما حسن فتوفي مقتولًا في فتنة سنة 1156 ولم يعقب. وكان بطلًا شجاعًا في وجاق القلعة السلطانية. وأما حمدان فتوفي عن ولده يوسف موجود اليوم. بيت بدو " بيت بدو " أصلهم محمد الهندي الشهير ببدو. ولم أقف على سبب هذا اللقب. وكان رجلًا صالحًا مباركًا قدم المدينة المنورة في حدود سنة 1080. وكان مسكنه في حوش عميرة. وأولاده وأولاد أولاده ساكنون فيه إلى اليوم. وتوفي سنة 1100. وأعقب من الأولاد: صالح وكان رجلًا مباركًا عاقلًا في وجاق القلعة السلطانية وصر محضرًا عند القاضي. وكان من خواص أصحاب سيدي الجد الأمجد. وتوفي سنة 1120. وأعقب من الأولاد: يوسف ورضا وإسماعيل. فأما يوسف فكان رجلًا كاملًا عاقلًا. وصار جاوشًا في القلعة السلطانية. وتوفي سنة 152. وأعقب صالحًا وحسينًا الموجودين اليوم. ولهما أولاد موجودون اليوم وأما رضا وإسماعيل فتوفيا عن غير ولد. بيت البزاز " بيت البزاز " نسبة إلى " بيع البز ". وينتسب إلى ذلك كثير من الناس. فمن أشهرهم: محمد جمال اللوبيا الهندي. قدم المدينة المنورة في حدود سنة 1060. وكان صاحب ثروة. وكان رجلًا كاملًا. وتوفي في حدود سنة 1090. وأعقب من الأولاد: محمد. وتوفي. وأعقب من الأولاد: سعيدًا وجمالًا وهاجر زوجة سعيد الحليبي والدة أولاده. ووالدة الجميع كلية بنت سعيد عبد الفتاح. فأما سعيد فكان خياطًا فقير الحال. وكذلك أخوه جمال. وتوفي سعيد سنة 1163. وتوفي جمال سنة 1175. وأعقب سعيد من الأولاد: عبد الفتاح وعبد الله وأحمد ومحمدًا. فأما عبد الفتاح فصار بيرقدار الإنقشارية. وهو في غاية الكمال. وصنعته الصياغة. " وله عدة أولاد وبنات. وأما أحمد فصار إنقشاريًا أيضًا. وتولى الحوالية. فذهب إلى جدة المعمورة لاستلام الجامكية فطلع إلى مكة فلقيه القطاع في الطريق فضربوه برصاصة في رجله فانكسرت. وتوفي بمكة شهيدًا وذلك في سنة 1176. وأعقب ولدًا. وأما محمد فهو إنقشاري وصنعته الصياغة. وقتل في قتلة اليمن في قضية القلعة بالمدينة المنورة عن غير ولد. وأما جمال فتوفي وأعقب ولدًا. ويعرف هذا البيت بالمدينة المنورة ببيت دشيشة. وسبب هذا اللقب أن الخطيب عبد الرحمان مغلباي كان إذا خطب يسرع في الخطبة إسراعًا كليًا فسماه العوام دشيشة. وكان الخطيب المذكور ابن خالة والدهم محمد جمال. وقد قيل في المثل المشهور: إن المناسبة تقع بأدنى ملابسة. بيت البحيري " بيت البحيري " نسبة إلى البحيرة مدينة مشهورة بالديار المصرية. وأول من قدم منهم المدينة المنورة العلامة الفهامة الشيخ جمال الدين محمد البحيري المالكي في حدود سنة 1000. وكان رجلًا فاضلًا عالمًا عاملًا. وكان يدرس بالروضة النبوية. رأيت له بخطه تذكرة علية عند صاحبنا الخطيب محمد زين العابدين الخليفتي مشتملة على كثير من الفوائد التي هي على فضله شواهد. وتوفي سنة 1068. وقد اشترى الدار الكبرى التي في قبلي دارنا الكبرى المعروفة بالسهروردية بخط زقاق الزرندي والحديقة الكبرى بجزع العوالي المعروفة قديمًا بالبغوة وحديثًا بالبدرية. وأوقفهما على أولاده الخ. وأعقب من الأولاد: محب الدين وزينب زوجة الخطيب عبد الوهاب الخليفتي والدة الخطيب عبد الله. فأما محب الدين فكان أشبه بأبيه في زيه وفضله. وكان حسن الخط والحظ. رأيت له مجموعة لطيفة تشتمل على كل ظريفة سماها " أسنى المطالب ". وأعقب من الأولاد: حسن الملقب بالنجاشي. وكان خطيبًا أديبًا فاضلًا كاملًا. وتوفي عن غير ولد. وبموته انقرض هذا البيت. وآل هذا الوقف المزبور إلى أولاد البنات بعد انقراض أولاد الذكور وهم بيت الخليفتي وغيرهم. وأما الحديقة البدرية فقد آلت أنقاضاتها إلى الخواجة أبي بكر عبد الغفور الشهير بالغم فعمرها أحسن عمارة وأوقفها على أولاده الخ في سنة 1151. وجعل لها حكرًا في كل عام يعطى لبيت الخليفتي. وقدره ثمانية غروش من الغروش المشهورة.
" بيت تقي " سبق الكلام عليه في ترجمة البكري من حرف الباء فليراجع هناك. بيت التاجوري " بيت التاجوري " نسبة إلى قرية تسمى تاجورة بالمغرب الأدنى من أعمال تونس الخضراء أول من قدم منهم المدينة المنورة مهاجرًا إلى الله سنة 1000 الحاج أحمد التاجوري المغربي المالكي. ودخل في وجاق النوبجتية وصار مشدًا بالحجرة المطهرة النبوية. وكان رجلًا كاملًا عاقلًا صاحب ثروة. اشترى الحوش الكبير والنخل الملاصق له المعروفين به الكائنين بطرف المناخة السلطانية وأوقفهما على أولاده الخ. ثم بعدهم على طائفة المغاربة القاطنين بالمدينة المنورة. وقد انحصر اليوم هذا الوقف المذكور في أولاد البنات بعد انقراض أولاد الذكور. وهم أولاد فاطمة بنت الشيخ عبد الله القروي. وهم أولاد الشيخ علي القشاشي وأولاد أخته سلمى أولاد الخطيب إبراهيم الخياري. وتوفي الحاج أحمد المزبور في سنة 1184. " بيت تاج " أصلهم تاج الدين الهندي. قدم المدينة المنورة في حدود سنة 1100. وكان رجلًا صالحًا مباركًا. وكانت صنعته الخياطة. وتوفي في سنة 1115. وأعقب من الأولاد: محمد. وكان رجلًا صالحًا وكانت صنعته العقارة وتوفي سنة 1160. وأعقب من الأولاد: عبد القادر ومحمد صالح وعبد الوهاب وصفية زوجة عبد الله محمود والدة أولاده. فأما عبد القادر فكان إسباهيًا ويتعاطى البيع والشراء. وصارت له ثروة. وتوفي يوم عرفة ودفن بها سنة 1187. وأعقب ولدًا من جارية اسمه عمر موجود اليوم. وأما محمد صالح فهو كاسمه رجل صالح نوبجتيًا بباب الآغا شيخ الحرم. مات ولم يعقب. وأما عبد الوهاب فهو رجل لا بأس به في غاية الكمال. وحرفته بيع الحبوب في باب المصري. ثم تركها لما زادت الدنيا وصار بعد ذلك من أصحاب الأموال. ولكن لا يتمتع بها حريص على جمعها شفيق على نفقتها. وله عدة أولاد. وهو وهم موجودون اليوم. بيت التمتام " بيت التمتام " والتمتام في اللغة كالفأفاء يزيد تاء في الكلام. وأصلهم الحاج عبد العزيز بن عبد اللطيف الطبيب المغربي التونسي الشهير بالتمتام. قدم المدينة المنورة في حدود سنة 1000. وجاور بها وأولد بها عدة الأولاد: منهم الجمال محمد نعمة الله وعبد اللطيف وعبد الكريم. وأوقف عليهم الدارين الكائنتين بزقاق التمتام بخط الحدرة. ثم من بعدهم على طائفة المغاربة القاطنين بالمدينة المنورة. وأما الجمال محمد نعمة الله فكان من أحسن الناس ذاتًا وصفات وكان صاحب ثروة وتوفي سنة 085. وأعقب من الأولاد: صاحبنا الوجيه الصالح الشيخ عبد الرحمان. ومولده في سنة 1050 وتوفي سنة 1145. وكان مقعدًا في بيته نحو عشرين سنة. وسببه أنه لما بلغه موت ولده مكي في رابغ فجأة صار عليه ما صار. وأعقب ولده مكي المزبور: عبد العزيز. وبلغ سفيهًا فأضاع المال. وصار في أسوء حال إلى أن توفي سنة 1163. وأعقب من الأولاد: عباس لكونه ولد بالطائف المحروس سنة 1159 فاجتهد وحفظ القرآن العظيم وهو أعمى. ورحل إلى اليمن الميمون فحصل له إكرام من الإمام. ثم رجع إلى المدينة المنورة. وسافر إلى مصر القاهرة فتوفي بها سنة 1184 وورثه أولاد عمه بالعصبة وهم الموجودون اليوم بالمدينة المنورة: محمد جمال بن عبد اللطيف وعبد اللطيف وأبو بكر ابنا محمد بن عبد اللطيف ومحمد وصالح ابن عبد الملك بن محمد صالح بن عبد الملك. ويزعمون أنهم ينتسبون إلى الأنصار. وليس له أصل ولا فصل كلا ولا يهم أنصار كما أوضحناه في رسالتنا المسماة: " نزهة الأبصار في عدم صحة نسبة الخمسة البيوت إلى الأنصار ". وأول من ادعى منهم هذه النسبة أبو الفرج بن عبد اللطيف لما سافر إلى الديار الرومية لأجل تحصيل شيء من الدنيا الدنية فاستخف قومه فاتبعوه على ذلك. ولم يسمعوا قول الرسول صلوات الله عيه " ملعون من انتسب إلى غير أبيه وتولى غير مواليه " إلى غير ذلك مما ورد فيه. وأخبرني سيدي الوالد أن الشيخ عبد الرحمان التمتام كان ينهاهم عن هذا الكلام ويقول لهم: لا تفضحونا بين الأنام بهذه النسبة التي أصلها من كذبة. فما أفظعها من كذبة هدانا الله وإياهم. بيت التهامي " بيت التهامي " نسبة إلى تهامة اليمن الأقصى وإليها ينسب جماعة كثيرون بالمدينة المنورة. فمن أشهرهم. السيد جبريل التهامي المهدلي قدم لمدينة المنورة في حدود سنة 1120. وكان رجلًا صالحًا مباركًا. وكان صاحب كرامات ومكاشفات وكان يخضب جميع بدنه بالحناء كعادة غالب أهل تهامة. واتفق أنه دخل الحمام في بعض الأيام فدخل عليه الشيخ أحمد العريان المصري المجذوب فضرب السيد جبريل بقبقاب فمات في الحال فأخرج الشيخ أحمد العريان إلى شيخ الحرم فضربه ضربًا مبرحًا وأخرجه " من المدينة " منفيًا وذلك في سنة 1140. وأعقب من الأولاد: أحمد وحسنًا ومريم. فأما السيد أحمد فتوفي بمصر المحروسة مطعونًا شهيدًا في سنة 1172. وأعقب من الأولاد: السيد حسنًا والسيد محمدًا الموجودين والشريفة طاهرة زوجة السيد طه المهدلي والدة ولده أحمد. وتزوجت بعد وفاته على السيد حسين المهدلي المتوفى سنة 1194 وله منها بنت موجودة اليوم. وأما السيد حسن " ف " توفي عن غير ولد. وأما الشريفة مريم الموجودة اليوم " ف " تزوجها السيد يحي المهدلي أبو حربة. وله منها بنت زوجها على الشيخ محمود الرفاعي. وفي سنة 1184 قدم المدينة المنورة مولاي التهامي المغربي الفاسي مهاجرًا بأهله وأولاده. وهو رجل صالح ملازم للمسجد الشريف النبوي غالب الأوقات. ومن قبل كان كثير التردد إلى الحرمين الشريفين توفي سنة 1193 عن ولدين: السيد محمد والسيد مدني. وأما مدني فهو موجود اليوم مراهق.
|