الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: المنمق في أخبار قريش **
والأحلاف في رواية ابن أبي ثابت قال: وكان أمرالمطيبين والأحلاف أن قريشاً لما بنت الكعبة جزأوها أربعة أجزاء فصار لبني عبد مناف ما بين الحجر الأسود إلى ركن الحجر فناء البيت أجمع وصار لأسد وعبد الدار وزهرة الحجر كله وصار لمخزوم وتيم دبر البيت وصار لسائر قريش ما بين الركن اليماني إلى الركن الأسود فلما بنوه وفرغوا منه تنافسوا في الركن من يرفعه فقالت بنو عبد مناف: هو حيزنا وقالت قريش: ليس اركن مما اقتسمنا وأرادوا فيه الشر حتى حكموا أول من يطلع عليهم من قريش من باب السيل وهو باب آل شيبة فطلع عليهم رسول الله صلى الله عليه فحكوه فأخذ ردائه فوضعه ثم رفع الحجر بيده صلى الله عليه وقال لكل ربع: خذوا بطرف من أطراف الثوب فرفعوه حميعاً ثم دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم تحت الحجر فبناه بيده عليه السلام فلما فرغوا من البنيان وعمروا البيت والسقاية قالت بنو عبد مناف: بيد إخواننا عبد الدار خلال ليست بأيدينا بأيديهم الرفادة واللواء والندوة والحجابة وليس بأدينا إلا السقاية فقالوا لهم: هلم أعطونا بعض ما في أيديكم فقال بنو عبد الدار: لا نعطيكم من ورثناه عن أبينا وجدن مذ كنا قالت بنو عبد مناف: فحاكمونا إلى من أردتم قالوا: نحاكمكم إل جابر بن محمد بن وائلة بن شيبان بن محارب بن فهر وهو أبو كرز بن جابر صاحب النبي صلى الله عليه المقتول يوم الفتح فاختصموا إليه وكان يقال له عابد فهر فقالت بنو عبد مناف: من وراثة أبينا قصي ليست بأدينا إلا السقاية وقالت بنو عبد الدار: وراثة أبينان وما ولاه أبوه دون سائر بنيه فقال جابر: البخت متبع والعدل ملزوم والسابق أولى أن تشركوهم تشركوا اصبروا أن تفككوا فلما منعهم قالت بنو عبد مناق: أعطوا بني أسد الرفادة وشأنكم بما بقي فقالت بنو عبد الدار: لا نحل عقداص ولا ننبذ سبباً ولا نعق أباً فلما أبوا عليهم تداعت قريش حتى رأوا ما طلبت بنو عبد مناف ورغبوا في الولاية معهم فتحالفوا فاحتلفت بنو عبد مناف وأسد وزهة وتيم والحارث بن فهر وأخرجت أن حكيم بنت عبد المطلب لهم جام جزع فيها طيب فغمسوا فيها أيديهم فكانوا المطيبين واحتلفت بنو عبد الدار ومخزوم وعدي وجمح وسهم فأخرجت بنو عبد الدار جفنة فيها دم فغمسوا فيها أيديهم فسموا اللعقة وهم الأحلاف ثم عقدوا حلفهم وأعدوا للقتال ثم تراجعوا فقالت بنو كلاب: إخواننا وهم أدنى من غيرهم أن نقتلهم ونقطعهم وإن يقتلونا يقتلهم غيرهم فكفوا عن القتال وتركوهم على ما في أيديهم وقد كانوا حين جاؤوا إلى القتال جزأوهم فجزأوا عبد الدار باسر وجوزأوا زهرة بمخزوم وجزأوا عدياً بتيم. وقال ابن الزبعرى حين أسلم عثمان بن طلحة بن أبي طلحة العبدري وخالد بن الوليد وعمرو بن العاص يذكرهم ذلك الحلف: الطويل أناشد عثمان بن طلحة حلفنا وملقى النعال عن يمين المقبل أمفتاح بيت غير بيتك تبتغي فباب الذي تبغي من الأمر مقفل وما عقد الآباء من كل حلفة وما خالد عن مثلها بمحلل وقال في ذلك عكرمة بن عامر العبدري: الطويل فوالله لا نأتي الذي قد أردتم ونحن جميعن او نخضب بالدم ونحن ولاة البيت لا تنكرونه فكيف على علم البرية نظلم رواية ابن أبي ثابت وهو بعد حلف المطيبين قال: أقام المطيبون والأحلاف بعد تحالفهم دهراً طويلاً ثم إن رجلاً من بني زبيد من اليمن قدم مكة بسلعته فباعها م رجل منبني سهم يقال له حذيفة بن قيس بن سعد بن سهم فظلمة السمهي ومعه حقه فاستغاث بقريش فلم يغثه أحد فقيل للزبيدي: ائت الأحلاف فأتاهم وكلمهم فلم يعينوه وقالوا: إن أغثناه وقع بيننا وبين إخوتنا شر فتركوه فأقامأياماً ثم قدم حنظلة بن الشرقي أحد بلقين بن جسر فجاور بمكة عبد الله بن جدعان التيمي ومعه إبل له فشد عليه بعض بطون قريش فانتحر منها فبلغ ذلك حنظلة فأتاهم بثلاثة جزائر وقال لهم: انتحروها إلى التي انتحرتم فأنتم أهله فاسحيوا ثم عادوا فأخذوا سائر إبله فذهبوا بها فأنشأ يقول: الطويل ألا حنت المرقال واشتاق ربها تذكر أرماماً واذكر معشري وباتت وباتت الهم تحت جرانها ضموراً بان الوحش لو لم تجزر ولو علمت صرف البيوع لسرها بمكة أن تبتاع حمضاً بإذخر لسرك: لو كننا بحنبي عنيزة وحمض وضمران الجناب وصعتر وأني لأرجو ملحها ف بطونكم وما بسطت من جلد أشعث أغبر جزاء سنمار جزوها وربها وباللات والعزى جزاء المكفر أجد بني الشرقي أدبر أنهم متى يعلقوا جاراً من الناس يغدر إذ قلت أوف أدركته دروكه فيا مؤذي الجيران بالبغي أقصر قال: وكان سنمار ررجلاً من أهل فارس ويقال من الروم بنى قصر القادسية أو العذيب لسكرى فلما فرغ منه ويقال بل هو بني شنيف وما رد بتيماء فقتله عادياء اليهودي حين فرغ منه وتزعم الأوس أنه بنى واقم أطم حضير الكتائب فقتله حين فرغ منه قال أبو جعفر: ويقال إن سنمار بنى لأحيحة بن الجلاح الأوسي أطمة الضحيان فقال له: إني لأعرف منه حجراً لو زعزع لسقط الحصن قال: أفيعرفه غيرك قال: فاصعد فأرنبه قال فصعد فأشرف ليريه فنكسه أحيحة فرمى به إلى أسفل ويقال إن سنمار بنى الخورنق لبرهام جور بن كسرى وكان في حجر ذي القرنين اللخمي فلما فرغ منه تعجبوا لحسنه فقال: لوعلمت أنكم تؤتونني أجري لبنيت لكم بناء يدور مع الشمس قالوا له: نراك تحسن تبني أحسن من هذا وأجود ولم تبنه فرموا به من فوقه إلى أسفل فضربته العرب مثلاً. ثم رجع إلى الحديث فلما رأى الزبيدي ذلك أوفى على أبي قبيس فصاح بأعلى صوته: البسيط يا للرجال لمظلوم بضاعته ببطن مكة نائي الأهل والنفر فلما رأت ذلك قريش أعطموه فانطلت هاشم وزهرة وتيم فدخلوا على عبد اله بن جدعان فذكروا له ما رأوا من الظلم وتحالفوا بينهم على دفع الظلم وأخذ الحق من كل ظالم قال فقال سعيد بن المسيب: تحالفوا بينهم بالله القائلين إنا ليد على الظالم حتى نأخذ منه الحق ما بل بحر صوفة وعلى التأسي ف يالمعاش قال: فقال رسول الل صلى الله عليه: لقد شهدت حلفاً في دار ابن جدعان ما أحب أني نقضته ولو كان لي حمر النعم ولو دعيت اليوم إليه لأجبت وإنما سمي حلفهم حلف الفضول لأنمم خرجوا فضلاً من المطيبين والأحلاف قال: وسمعت من يقول: سمي حلف الفضول لأنهم تحالفوا ألا يتركوا عند أحد فضلاً بظلمة احد إلا أخذوه منه ويقال: إن قريشاً قالت: هذا فضول منهم فسمي بذلك أصحاب حلف الفضول قال: ونزلت " وكيف كان سببها حتى وصلت إلى قريش قال عيسى بن داب الكناني: كان مفتاح البيت في أيدي جرهم وإن رجلاً منهم يقال له إساف بن يعلى عشق امراة منه يقال لها: نائلة بنت مزيد أو زيد فأصابا من البيت خلوة ففجرا فيه فمسخا حجرين فأخرجا فنصبا عند الكعبة ليعتبر الناس بذلك ثم إن قريشاً بعد نقلتهما فجعلت إسافاً على الصفا ونائلة على المروة وعبدوهما مع ما كانوا يعبدون من الأصنام. وذكر ابن الكلبي أن بني جرهم وقع فيها أمراض فمات منها في ليلة واحدة ثمانون كهلاً سوى الشباب فجلوا عن مكة ولحقوا بإضم والأشعر والأجرد جبلي جهينة فيقال: إن الله أهلكهم أهلكنا الذر زمان يقدم بالبغي منا وركوب المأتم ويقال: إن سيل إضم جحفهم فذهب بهم ثم وليت حجابة البيت إياد فكان أمر البيت إلى رجل مهم يقال له وكيع بن سلمة بن زهر بن بن إياد وبنى صرحاً بأسفل مكة عند سوق الحناطين اليوم وجعل فيه أمة له يقال لها الجزورة فبها سميت حزورة مكة وجعل فيها سلماً فكان يرقاه ويقول يزعمه: إني أناجي الله عز وجل وكان ينطق بكثير من الخير يقولوه وقد أكثر فيه علماء العرب فكان أكثر ما قيل فيه إنه كان صديقاً من الصديقين وكان يتكهن ويقول: ومرضعة وفاطمة ووادعة وقاصمة القطيعة والفجيعة وصلة الرحم وحسن الكلم زعم ربكم ليجزين بالخير ثواباً وبالشر عقاباً وكان يقول: من في الأرض عبيد لمن في السماء هلكت جرهم وربلت إياد وكذلك الصلاح والفساد حتى إذا حضرته الوفاة جمع اياداً ثم قال: اسمعوا وصيتي الكلام كلمتان والأمر بعد البيان من رشد فاتبعوه ومن غوى فارفضوه وكل شاة معلقة برجلها فكان أول من قالها فأرسلها مثلاً فمات وكيع ونعي عل رؤوس الجبال فقال بشر بن الحجير: المتقارب ونحن إياد عباد الإله ورهط مناجيه في سلم ونحن ولاة حجاب العتيق زمان النخاع على جرهم ذكر ابن الكلبي أن الله سلط على الذين يلون البيت من جرهم دوابا شبيهة بالنغف فهلك منهم ثمانون كهلاً في ليلة واحدة سوى الصباب حتى جلوا من مكة إلى إضم وقامت نائحة وكيع على أبي قبيس وقالت: الوافر ألا هلك الوكيع أخو إياد سلام المرسلين على وكيع مناجي الله مات فلا خلود وكل شريف قوم في خضوع ثم إن مضر ربلت بعد إياد فكان أول من ربل منها عدوان وفهم وإن رجلاً من غياد ورجلاً من مضر خرجا يتصيدان فمرت بهما أرنب فاكتنفاها ليرميانها فرماها الإيادي فزل سهمه فنظم قلب المضري فقتله فبلغ الخبر مضر فقالوا: إنما أخطأه فأبت فهم وعدوان إلا قتله فتناوش الناس بينهم المديد وهو مكان فهمت مضر من إياد ظفراً فقالت لهم إياد: أجلوا لنا ثلاثاً فأنا لا نساكنكم بأرضكم فأجلوهم ثلاثاً فظعنوا قبل المشرق فلما ساروا يوماً تبتعهم فهم وعدوان حتى أدركوهم فقالوا: ردوا علينا نساء مضر المتزوجات فيكم فقالوا: لا تقطعوا قرابتنا اعرضوا على النساء فأية امرأة اختارت قومها رددتموها وإن أحبت الذهاب مع زوجها أعرضتم لنا عنها قالوا: نعم فكان فيمن اختار أهله امرأة من خزاعة. وقد كانت إياد حين أرادت الظعن في آخر ليلى عمدوا إلى الركن فحملوه على بعيرهم فلم يقم البعير فحولوه على آخر فلم يقم فجعلوا لايحملونه على شيء إلا رزم فدفنوه تحت شجرة وانطلقوا فلما فقدته مضر عظم في أنفسهم فقالت الخزاعية لقومها: حذوا على فهم وعدوان وجميع مضر إن دللتموهم عليه ليولينكم البيت فجاؤا فهما وعدوان فقالوا: أرأيتم إن دللناكم على الركن أتجعلوننا ولاته قالوا: نعم وقالت مضر جميعاً: نعم فدلتهم عليه فابتحثوه فأعادوه في مكانه وولوها إياه فلم يبرح في أيدي خزاعة حتى قدم قصي فكان من أمره الذي كان وهو الذي كتبناه في أمر قصي وأخيهرزاخ العذري ثم إن قصياً تزوج حبى بنت حليل بن حبشية وكان مفتاح البيت إلى حليل فأقام قصي بمكة مع أقنانه فولدت له حبى عبد مناف وعبد الدار وعبد العزى وعبدا بني قصي ثم إن خزاعة أخذ فيها موت شديد بمكة ورعاف عمهم ذلك فخرجوا إلى ما حولها فنزلوا الظهران فلما خرجوا رفع عنهم الموت وانقطع عنهم الرعاف وأقام حليل بن حبشية حاجب البيت في نفر من قومه بمكة فيهم أبو غبشان وأخرج بنيه فيمن أخرج م قومه فيهم المخترش وهلال وعامر وعبد وهم بنو حليل ثم إن حليلاً مات وأوسى بالحجابة من بعده إلى المخترش ودفع المفاتيح إلى حبى امرأة قصي وأمرها أن تبعث بها إلى أخيها المخترش بن حليل فتدفع إليه ما كان بيديه من الحجابة وغيرها وأشرك معها في الوصية أبا غبشان الملكاني وابنها عبد الدار بن قصي فلما رأى قصي أن حليلاً قد مات وبنوه غيب والمفاتيح في يد امرأته وابنه طلب إلى حبى أن تدفع المفاتيح إل ابنها عبد الدار وقال: إن رجع إخوتك إلى مكة أصابهم هذا الداء فلم يزل يحمل عليها بنيها وقال: اطلبوا إلى أمكمتوليكم حجاة أبيكم حتى سلست له بذلك وقالت كيف أصنع بأبي غبشان وهو وصي معي شاهد علي فقال: أنا قصي كفيتك أبا غبشان وأرضيه حتى يكتم ذلك ويخبر الناس إنما أوصى حليل بالمفاتيح إل ابن ابنته عبد الدار بن قصي ففعلت وإن قصي بن كلاب دعا أبا غبشان الملكاني فقال له: هل لك أن تدع هذا الأمر الذي أوصى به إلى حبى وعبد الدار فتخلى بينهما وبينه فتصيب عرضاً ن الدنيا فطابت نفس أبي غبشان وأجابهم إل ذلك فأعطاه قصي أثواباً وأبعرة فقال الناس: أخسر صفقة من أبي غبشان فذهبت مثلاً ولم يكن أبو غبشان وارثاً لحليل ولا ولياً إنما كان وصياً فقال: فخان وصيته وصيرت حبى إلى ابنها عبد الدار حجابة البيت دفعت المفاتيح إليه فلم يزل في ولد عبد الدار فلما فتح الله مكة على نبيه صلى الله عليه وسلم أم رعثمان بن أبي طلحة ب عثمان بن عبد الدار أن يأتيه بمفتاح الكعبة ويقال إنه أراد ان يدفعه صلى الله عليه للعباس بن عبد المطلب يضم إليه الحجابة من السقاية فأتى عثمان أمه فأبت أن تدفعه إلى ابنها فقال لها: إن الأمر على غير ما تظنين فدفعته إله فأتى به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فدفعه إليه وقال: خذه يا رسول اله! بأمانة الله ففتح النبي صلى الله عليه البيت وصلى فيه ثم أنزل الله عز وجل: " ذكر العباس عن عبد الله بن الهاشمس قال: كان سبب ذلك أن خالد بن سعيد بن العاص رأى رؤيا قبل مبعث النبي صلى الله عليه وسلم كأن ظلمة غشيت مكة فلم يبصر لها سهلاً ولا جبلاً ثم رأى نوراً سطع من زمزم كهيئة المصباح ثم علا فسمع هاتفاً فيالنور يقول: سحانه سبحانه! هلك ابن مارد بحطمة الغضا بين أذرح والأكمة سبحانه سبحانه! بعث النبي الأمي سبحانه سبحانه! كذبه أهل هذه القرية وتعذيب مرتين وتهلم في الثالثة وعلا النور حتى رأيت نخل يثرب وفيه الأعذاق فأتى خالد بن سعيد أخاه عمراً وكان صفية من بين إخوته فقص عليه رؤياه فقال له عمرو: يا أخي! إن صدقت رؤياك ليحدثن في ولد عبد المطلب حدث شريف وكانا شريكين في تجاتهما يقيم أحدهما عاماً ويسافر الآخر فخرج عمرو إلى الشام في نوبته وبعث الله محمداً صلى الله عليه فآمن به خالد وسمع بأخيه مقبلاً فلقيه في موضع لم يكن يلقاه في مثله فلما بصر به عمرو راعه ذلك وقال: يا أخي! استقباتني في موضع لم تكن لتسقبلني في مثله فهل حدث حدث قال: لم يحدث إلا خير ثم خلا به فقال: يا أخي! أما تذكر الرؤيا التي كنت قصصتها عليك قال: أن اذكرني لها قال: فقد بعث الله محمد بن عبد الله بن عبد المطلب نبياً يدعو إلى الله فآمن عمرو ودخلا جميعاً مؤمنين يكتمان إيمانهماقال: ودخل النبي صلى الله عليه على سعيد بن العاص في مرضه الذي مات فه وقد أإمي عليه وفي يد النبي صلى الله عليه خرقة فوضعها على جبهة سعيد فأقاق سعيد فبصر بالنبي صلى الله عليه عند رأسه فقال: أنت الذي تعبت آلهتنا وتسفه أحلامنا لئن رفع الله سعيداً لجلينك عن مكة ورجله في حجر خالد ورأسه في حجر عمرو فنبذا رأسه ورجله وقالا: لا رفع الله صرعتك! ثم التفتا إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقالا: قد آمنا بك وصدقناك فيقال إن هذه الآية نزلت فيهما " إبراهيم بن المنذر بن عبد الله الحزامي قال حدثني عمر بن أبي بكر المؤملي عن سعيد بن عبد الكريم عن عبد الحميد بن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب عن ابيه قال: كان من حديث الحرب التي كانت بين عدي بن كعب في الإسلام أن أبا الجهم بن حذيفة بن غانم كان من رجال قريش في الجاهلية وكان يوازن عمر بن الخجطاب قبل إسلامه في غيلته لرسول الله صلى الله عليه ومعاداته فأكرم الله عمر بما أكرمه من الإسلام واستجاب فيه دعوة نبيه عليه السلام وأعز به دينه وأبطأ أبو الجهم عن الإسلام حتى أسلم يوم الفتح ثم انتقل إلى المدينة ولزم النبي صلى الله عليه وبلغنا أن رسول الله صلى الله عليه أتى بخميصتين سوداوين فلبس إحداهما وبعث بالأخرى إلى أبي الجهم وكانت خميصة رسول الله صلى الله عليه ذات علم فكان إذا قام إلى الصلاة نظر إلى عملها فكرهها لذلك وبعث بها إلى أبي الجهم بعد ما لبسها لبسات وأرسل إلى خميصة أبي الجهم فلبسها بعد ما لبسها أبو الجهم لبسات وكان أبو الجهم في خلافة عمر يجلس في موضع البلاط بالمدينة في أشياخ من مظرائه من أهل مكة يتحدثون فكان الفتى من فتيان قريش يمر بهم فيرمون بعيوب آبائه وأمهاته في الجاهلية فبلغ ذلك عمر بن الخطاب فنهاهم عن ذلك المجلس فلما قتل عثمان بن عفان خرج به نفر من قريش ليلاً ليصلوا عليه ويدفنوه فأتاهم جبلة بن عمرو الساعدي فمنعهم الصلاة عليه فقال أبو الجهم وهو في القوم: والله! لئن لم تصلوا عليه لقد صلى عليه رسول الله صلى الله عليه وكانت تحت أبي الجهم خولة بنت القعقاع بن معبد بن زرارة بن عدس فولدت له محمد بن أبي الجهم وكان له حميد بن أبي الجهم وأمه حبيبة بنت الجنيد بن جمانة بن قيس بن زهير بن جذيمة العبسي وكان له صخر وصخير من أم ولد وكان له عبد الرحمن من أم ولد وعبد الله الأصغر وسليمان من أم ولد يقال لها زجاجة وهي أخيذة من غسان وكان بنو أبي الجهم أشداء جلداء ذوي شر وعرام ولم يكن يتعرض لهم أحد إلا آذوه فكان السلطان منهم في مؤونة ومشقة وقد كان عمرو بن الزبير يمد حبلاً فيعترض به الطريق وهو في أيدي حبشانة فإذا مر إنسان علقوه بن الزبير يمد حبلاً فيتعرض به الطريق وهو في أيدي حبشانة فإذا مر إنسان علقوه فيسقط على وجهه فمر الحسن بن علي عليه السلام فقال له حبشانة: يا ابن رسول الله! نحن مأمورون فقال رضي الله عنه: سفيه لو يجد مسافها وعدل عنهم إلى طريق آخر فمر بهم أبو الجهم وهو مكفوف فعلقوه فسقط فلما أتى منزله جمع بنيه ثم أخر ذكره فبزق عليه وقال: لو خرج من هذا حر ما فعل بي نا فعل فمشى بنوه إلى دار عمرو فأشعلوا بابه بالنار يلتمسون أن يخرج إليهم فلم يفعل فخرج إليهم مروان بن الحكم وهو أمير المدينة في خلاف معاوية حاجاً فبينا هو يسير يوماً في مركبه في بعض الطريق دنا منه عبد الله بن مطيع ابن الأسود فكلمه بشيء فرد عليه مروان فأجابه ابن مطيع فأغلظ له في القول فأقبل مصعب بن عبد الرحمن بن عوف هو يومئذ على شرط مروان فضرب وجه ناقة ابن مطيع بسوطه وقال: تنح فتنحى وأقبل صخير بن أبي الجهم بتخلل الموكب حتى دنان من مصعب فخطم أنفه بالسوط ثم ولى وهو على ناقة له مهرية بكرة وأمسك مصعب على أنفهس ثم دنا من مروان فأخبره الخبر واستعداه على صخير فوقف مروان وغضب غضباً شديداً وقال: علي به والله لأقطعن يده! فقال ابن مطيع: لقد أردت أن تكثر جذمى قريش فاتبعه قوم فلم يقدروا عليه ولم يتعلقوا به حتى نجا فلما انتهى القوم إلى مكةن وقضوا حجهم بعث عبد الله بن مطيع جارية له يقال لها خيرة ذات مسيم وعقل ولسان وكان ابتعاها بأربعة آلاف درهم إل عبد الملك بن مروان وهو يومئذ غلان بطرفة وقال لها: تعرضي لصاحب الشرط فإن كلملك فكلميه وضاحكيه فانطلقت الجارية ففعلت ما أمرت به فلما مرت بمصعب بن عبد الحرمن سألها لمن هي وما أمرها فأجابته وراجعته الكلام فأعجبته فبعث إل عبد الله بن مطيع يسومه بها فبعث بها إليه فقبضها مصعب وبعث غليه بثمنها فأبى أن يقبله وقال: إن مثلي لا يبيع مثلك فلما حضر الصدر ركب عبد الله بن مطيع وعبد الله بن صفوان بن أمية الجمحي إلى مصعب بن عبد الحرمن فاستوهباه الضربة التي يطلب بها ضخير بن أبي الجهم فوهبها لهما فلما قدموا المدينة أرسل في ذلك صخير بن أبي الجهم أبياتاً من رجز فبلغت مصعباً فندم على ما كان منه ولم يجد بداً من التمام عليه وذلك قول صخير بن أبي الجهم: الرجز نحن خطمنا بالقضيب مصعباً يوم كسرنا أنفه ليغضبا لعل حرباً بيننا أن تنشبا لأن عبداً قد تعالى مرقاب وكان في القوم هجيناً مغرباً ضربتهن بالسوط حتى أندبا وما أبالي قول من تعصبا إذا مشت حولي عدي غضباً وارتكبت خيرة منه مركباً ولعبت منه تلهو ملعبا ثم أبينا عاتباً إن يعتبا فلا يجد إلا السلاح مذهبا ثم إن خولة بنت القعقاع كبرت وسقمت ووجعت مفاصلها وثقلت رجلاها فأتها أبو الجهم بعد ما تطاول وجعها ذات يوم يعودها فقالت له: إنس مسحورة وإن وجاجة هي التي سحرتني وقد قيل لي إن شفائي في مخ ساقيها إن ادهنت به وإلى أن فعلت لم يكن دون شفائي شيء فقال أبو الجهم وكانت فيه بقية من عمية الجاهلية: نعم لك ذلك وقل لك ثم خرج من عندهان ونمى الخبر إلى أم ولده إلى ابنيها عبد الله وسليمان فأتيا أباهما فذكر له الذي بلغهما من ذلك فوجدا رأيه عليه وأخبرهما انه فاعل فعظما عليه وذكراه الله تعالى والإسلام والحق فأبى وقال: ليست أمكما عندي كخولة ولا أنتما عندي كولدها فلما أعياها انطلقا إلى خولة وكلماها وقالا لها: إنك لم تسحري وإنما الذي بك داء من الأدواء التي تعرض للناس وهذا من قول النساء وقول من لا رأي له ولا عقل فاتقى الله وكفى عنا ولا تحملي أبانا على ما لا ينبغس أن يربنا به فقالت لهما: أمكما سحرتني وقد كنت أظن ثم حقق ظني ما أتيت به من الخبر فانصرفا عنها وأتيا إخوتهما فذكرا لهم ما قال أبوهما وما قالت خولة وسألاهم أن يكفوهما عنا هما عليه من سوء رأيهما فقال محمد وهو ابن خولة: ما يرأمرنا أبونا وأمنا بشيء حسن ولا قبيح إلا أطعناهما فيه وتابعه إخوته الآخررون صخر وصخير وعبد الرحمن عل قوله وكانةا عل مثل رأيه وأما حميد فكان غائباً بالعراق فأغلظا لهم القول وقالا: إن كنا عذرنا شيخاً كبيراً أو امرأة كبيرة سقيمة سفيهة لرأيهما رأي النساء فما عذركم عندنا والله لا يكون هذا أبداً حتى نقتل ووالله لا نقتل حتى يقتل بعضكم فلا تبقوا إلا على أنفسكم ونشب الشربين بني أبي الجهم وشغلوا عن الناس وصار بأسهم بينهم وخرج عبد الله وسليمان ابنا أبي الجهم فأتيا عبد الله بن عمر بن الخطاب فقصا عليه القصة وسألاه أن يمنعهما وينصرهما فقال: سبحان الله! هذا أمر لا يكون منع الإسلام هذا ونحوه فجعلا يعيدان عليه الحديث فيخبرانه بما قالا وقيل لهما فلا يصدق بأن ذلك يكون فخرجا من عنده فلقيهما المسور ابن مخرمة الزهري فسألهما عن شأنهما فأخبراه الخبر وذكرا له ما كلماه عبد الله وما رد عليهما فقال لهما: إن ابن عمر قد نزل عن الدخول في اختلاف أمة محمد صلى الله عليه وسلم فكيف يدخل في اختلاف بني أبي الجهم اعمدوا إلى من هو أشرع إليكما منهوإلى ما تريدان فانطلقا حتى دخلا على عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب فقصا عليه قصتهما إلى أن بلغا ذلك الموطن فأفزعه ما أتيا به وقال: مهلاً انظر في هذا الأمر وأتثيت فيه وأعلم حقه من باطله فدعا ابنه عمر بن عبد الرحمن وهو ابن الثقفية وكان يقال له المصور من حسنه وجماله وكان قد وفد على معاوية وأقام عنده شهراً ثم قام إليه يوماً فقال: يا أمير المؤمنين! اقض لي حاجتي فقال له معاوية: أقضي لك أنك أحسن الناس وجهاً ثم قضى لي حاجتهن ووصله وأحسن جائزته فقال له عبد الرحمن: يا بني! انطلق إلى عمك أبي الجهم فسل عنه وعن حاله وعن صاحبته ووجعها ثم أحص ما يردان عليك من القول ثم أقبل إلي فانطلق الفتى ففعل ما أمره به أبوه فلما سأل أبا الجهم عن امراته قال: إنها لسقيمة لا تحرك يداً ولا رجلاً ولا تقلب إلا ما قلبت وقد قيل لها إنها مسحورة وإن شفاءها قريب مني ثم دخل إلى خولة فسلم عليها وجلس إليها واستخبرها عن وجعها فجاءته بمثل ذلك وقالت له: سحرتني وقد وعدني أبو الجهم أن يذبحها وينزع لي مخ ساقيها فادهن به فانصرف عمر بن عبد الرحمن فزعاً مروعاً لما سمع ولم يكن بلغه الأمر قبل فأبلغ أباه ما قال وما قيل له وعبد الله وسليمان جالسان عنده فقال لهما عبد الرحمن: ما أرى الأمر إلا حقاً وأيم الله! لا يصلون إل ما يريدون منكما ومن أمكما أبداً إن شاء الله وأمرهما بأن يحملا أمهما وما كان لهما من أهل ومال ثم ينتقلا إليه ففعلا فأنزلهما في دار مولاه عبيد بن حنين وهو مولى أمه لبابة بنت أبيلبابة الأنصارية وكانت من سبي عين التمر الذين سباهم خالد بن الوليد في خلافة أبي بكر الصديق رضي الله عنه وكان عبيد بن حنين لبيباً فقيهاً علامة وكان عبد الرحمن بن زيد حين ولي مكة ولا قضاء أه لمكة وانطلق عبد الل وسليمان ابنا أبي الجهم إل عاصم بن عمر بن الخطاب فقصا عليه أمرهما وأخبراه بما كان من رأي عبد الحرمن فيهما فقال لهما: وأنا معكما ولن يصل إليكما شيء تكرهانه وانطلقا إلى زيد بن عمر بن الخطاب وأمهم أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب كرم الله وجهه فأخبراها الخبر وسألاه النصر فأجابها وقال: لا هضيمة عليكماً لا ضيم وأتيا بني عبد الله بن عمر بن الخطاب الأكابر عمر ومحمد اً وعثمان وأبا بك روأمهم أسماء بنت عطارد بن حاجب بن زرارة فأخبراهم الخبر وسألاهم النصر فوعدوهما ذلك وأتيا ابني سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل: زيداً وعبد الله وأمهما جليسة بنت سويد بن صامت الأنصارية ومحمداً وإبراهيم ابني سعيد وأمهما حزمة بنت قيس الفهرية أخت الضحاك بن قيس فوعدوهما النصر وأتيا بني سراقة وبني المؤمل فأجمعوا على مصرهما ومعونتهما ولما رأى بنو أبي الجهم الأكابر ما فعل أخواهم انطلقوا إلى عبد الله بن مطيع بن الأسود فأخبروه خبر أخويهم وساتنجادهما بني الخطاب وغيرهم من قومهم ومن ظاهرهما منهم وكان بنو أبي الجهم يد عبد الله بن مطيع وناهضته في كل مهمة نزلت به وأمر أراده فقال لهم: أما ما أردتم بذات حرمتكم وأم ولد أبيكم فغني لا أرى أن أعلم علمه ولا أن أدخل معكم في وأما غير ذلك فوالله لو أن أخي وابن أمي وأبي عاداكم لنصرتكم عليه ثم مشوا ي رهكهم بني عويج بن عدي فلما علموا أن عبد الله بن مطيع قد تابعهم وشايهم مالوا إليه ثم لم يتغادرو منهم أحد منهم سليمان بن أبي حثمة بن حذيفة وحكيم بن مؤرق بن حذيفة وهما أخوان لأمهما الشفاء بنت عبد الله بن شمس بن خلف بن صداد بن عبد الله بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب عبد الرحمن بن حفص بن خارجة بن حذاقة بن غانم عبد الرحمن بن مسعود بن الأسود بن حارثة وونافع بن عبد عمرو بن عبد الله بن نضلة بن عوف وإبراهيم ابن نعيم وصالح بن النعمان بن عدي الذي استعمله عمر بن الخطاب على دستميسان صاحب الجوسق المتهدم ولم يستعمل أحداً فيما علمناه من بني عدي غيره فافترقت بنو عدي فرقتين ووقع الشر ونشبت العداوة بينهم وكان كهولهم يقعدون في منازلهم ويخرج شبابهم ليلاً فيجتلدون بالعصي ويرمون بالحجارة لا يفترقون إلا عن شجاج وجراح وكسر أيد وأرجل فطال ذلك البلاء بينهم وكانوا إذا لم يخرجوا يرتمون ليلاً من السطوح بالنبل والحجارة وكان من أشد وقعة كانت بينهم ليلة التقوا فيها بحرة واقم ففقئت عين نافع بن عبد عمرو وكسرت رجل صالح بن النعمان وثقل على بني أبي الجهم الأكابر موازرة بني الخطاب رهطهم إخوتهم وأرادوا أن يستظهروا ببعضهم فأتوا واقد بن عبد الهل وسالم بن عبد الله وهما يومئذ فيتان حدثان فذكرا لهما تظاهر العشيرة عليهم وشكوا بني عبيد الله بن عمر وقافلوا: كنا بهم واثقين لقرابتنا بهم من قبل الخؤولة من الذي كنا عليه من المودة والملاطفة فصاروا علينا ألباً واحداً وأعواناً وكان بين بني عبد الله وبني عبيد اله بعض ما يكون بين بني العم فقارباهم في القول والهوى ولم يققدرا على المعونة لهيبة أبيهما فانصرفوا عنهم راضين وأقبل حميد بن أبي الجهم ن العراق ومعه الحر بن عبيد الله بن عمر أمه أم ولد وكان بنو عبد الله يفدفعونه فأعانا عبد الله وسليمان فقال عبد الله بن أبي الجهم يذكر ما كان بينهم بحرة واقم: الطويل رددنا بني العجماء عنا وبغيهم وأحمر عاد في الغواة الأشائم بحول من الله العزيز وقوة ونصر على ذي البغي حامي المآثم وذكر ابن زيد ذي الفضائل إنه له عادة يجري بدفع المظالم أقام لنا منه قناة صليبة ولم يستمع فينا مقالة لائم وزيد أتيناه فهش ولم يخم لدن أن ندبناه ابن خير الفواطم وآل سعيد قد أثابوا بعزهم وآل عبيد الله زين المواسم فإن تلقني يوماً تجدني مؤيداً بنصر الآله والكهول الخضارم سراقة حولي والمؤمل كلها وفيهم قديماً سابقات المكارم أبينا فلم نعط العدو ظلامة ونحمي حمانا بالسيوف الصوارم ألم ينهكم ما قد أصاب سراتكم معاً إذ لقيناكم بحرة واقم لقيتم رجالاً لم يهابوا قراعكم ولم ينكلوا في المأزق المتلاحم فأجابه صخر بن أبي الجهم: الطويل ألا أبلغا عني عبيداً بأنه سيرجع عما قال مرجع نادم أفارقت عزا كنت أوسط أهله وصرت إلى خزي وذل ملازم متى تدع في الخطاب لأمك منهم بحق يقين القول لا قول زاعم وليس ابن زيد بالمناضل عنكم ولا عاصم والحلم مرسوس عاصم ونفزع في جل الأمور محالة إلى واقد ذي الفضل منا وسالم وإني امرؤ لم أدع غير مكذب مجاهرة في الغانمين ابن غانم وحولي من الأكفاء أكرم أسرة إذا عد في الأحياء أهل المكارم بنو نضلة الأخيار لا حي مثلهم وآل نعيم والذرى والغلاصم أتنسون ما لاقيتم من شقائكم وجبنكم منا بحرة واقم ثم القتوا ليلة عند أحجار الزيت فافترقوا عن شجاج وجراح وآثار قبحة فقال في ذلك صخر بن أبي الجهم: الرمل ازجروا طير حروب للموالي أبنحس اطلعن أم بسعد قد جرت نحساً لكم واحتوينا ال - فور منها مسعدين كل جد إن نكن ملنا عليكم بعضب وعلوناكم بأرعن معد فعلى غير قليي وكينة نسب منكم يصير لبعد هل رأيتم كابن هند قرشياً لاه در الأحوذي ابن هند هو فيها يوم شب للظاها كعفرني ذي زوائد ورد ساق من نحو العراقين إلينا بين حر بابلي وعبد وعبيد يتمنى لوفاتي من لكم يا بن زجاجة بعدي إن مت تذكر غناء بمكاني وتجد يا بن زجاجة فقدي فأجابه عبد الله وقال: الرمل قال صخر الغي جهلاً وما ين - فك يأتي جهله من غير عمد ذرو قول مفند جاء منه وله حذوا المكافآة عندي تلك حرب لكم وعليكم وهما الأمران ليسا برشد ليس فيها حين يحضر جمع مرشد يهدي لأمر ويهدي طيرنا طير السعود ومنها تحكم تجري لكم لا بسعد بابن هند ما فخرتم علينا ولقد لاقى التباب ابن هند إذ تولى الجمع منكم شلالاً من شباب مترفين ومرد كافر نعمى حميد وقد كا - ن بجد الحي المرهق المتردي ثم إن عبد الله بن مطيع ركب ذات يوم يطلع غنماً له وبلغ ذلك عبد الله وسليمان ابني أبي الجهم فخرجا يرصدانه لرجعته وأتى الخبر إخواتهمام فخرجوا إليهما وتداعى الفريقان وانصرف ابن مطيع فالتقوا بالبقيع فافتتلوا وتنول ابن مطيع بعصا فنالت مؤخرة السرج فكسرته وأقبل زيد بن عمر بن الخطاب ليحجز وينهى بعضهم عن بعض فخالطهم فضربه رجل منهم في الظملة وهو لا يعرفه ضربة عل رأسه شجته فصرع وتنادى القوم زيداً ويداً فتفرقوا وسقط في أيديهم وأقبل عبد الله بن مطيع فلما رآه صريعاً نزل ثم أكب عليه فناداه: يا زيد! بأبي أنت وأمي مرتين أو ثلاثاً ثم أجابه فكب ابن مطيع ثم حمله على بغلته حتى أداه إلى منزله فدووي زيد من شجته تلك حتى افاق. وقيل قد برئ وكان يسأل من ضربه فلا يسمونه قال الحزامي: وسمعت أن خالد بن أسلم مولى عمر بن الخطاب رضي الله عنه أصابه برمية وهو لا يعرف وهو أثبت من الأول فقال في ذلك عبد الله بن عامر بن ربيعة العنزي لحيف آل الخطاب: الرجز إن عدياً ليلة البقيع تفرقوا عن رجل صريع مقابل فيالحسب الرفيع أدركه شؤم بني مطيع وقال عاصم بن عمر لأخيه زيد يذكر ما كانوا فيه: الطويل مضى عجب من أمر ما كان بيننا وما نحن فيه بعد من ذاك أعجب مشائيم جلابون للشر مصحراً وللغي في أهل الغواية مجلب إذا ما رأينا صدعهم لم يلائموا ولم يك فيهم للمزايل مرأب ويأبى لهم فيها شراسة أنفس وكلهم مر النحيزة مصعب فيا زيد صبراً حسبة وتعرضاً لأجر ففي الأجر المعرض مركب ولا تكتمن ما نالك اليوم إن في شبابك من يسعى بذاك ويطلب ولا تاخذن عقلاً من القوم إنني أرى الجرح يبقى والمعاقل تذهب كأنك لن تنصب ولم تلق أزمة إذا أنت أدركت الذي كنت تطلب وقال محمد بن إياس بن البكير حليف بني عدي بن كعب: الرمل إن ليلي طال والليل فصير طال حتى كاد صبح لا ينير ذكر أيام عرتنا منكرات حدثت فيها أمور وأمور زاد فيها الغي جهلاً فترامى وتولى الحلم ذلاً ما يحور فالذي يأمر بالغي مطاع والذي يأمر بالعرف دحير ثن إن الشجة انتفضت بزبد بن عمر فلم يزل منها مريضاً وأصابه بطن فهلك رحمه الله وقد ذكر بعض أهل العلم أنه وأمه أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب رحنة الل عليهم وكانت تحت عبد الله بن جعفر بن أبي طالب عليه مرضاً جميعاً وثقلاً ونزل بهما وأن رجالاً مشوا بينهما ليهنظروا أيهما يموت قبل صاحبه فيرث منه الآخر وأنهما قبضا في ساعة واحدة ولم يدر أيهما قبض قبل صاحبه فلم يتوارثا. وذكر عمرو بن جرير البجلي أن زيداً صمخ في ا اة الغداة فخرجت امه وهي تقول: يا ويلاه! ما لقيت من صلاة الغداة وذلك أن أباها وزوجها وابنها كل واحد منهم قتل في صلاة الغداة ثم وقعت عليه فرفعا ميتين فحضر جنازيتهما الحسن بن علي عليهما الصلاة السلام وعبد الله بن عمر رضي الله عنهما فقال ابن عمر للحسن عليه السلام: تقدم فصل على أختك وابن أختك فقال الحسن لعبد الله بل تقدم فصل على أمك واخيك فتقدم بن عمر فصلى عليهما صلاة واحدة وكبر أربعاً. وقال محمد بن إياس بن البكيرة يرثي زيداً ويذكر أمرهم: الوافر ألا يا ليت أمي لم تلدني ولم أك في الغواة لدى البقيع ولم أر مصرع ابن الخير زيد وهد به هنالك من صريع هو الرجل الذي عظمت وجلت مصيبته على الحي الجميع شفيع الجود ما لجود حقاً سواه إذا تولى من شفيع اصاب الحي حي بني عدي مجللة من الخطب الفظيع وخصهم لشقاء به خصوصاً لما ياتون من سوء بني المطيع وكم من ملتقى خضبت حصاه كلوم القوم من علق مجيع ثم إن معاوية بن أبي سفيان لما تتابعت عليه أخبارهم أعظم الذي أتاه من ذلك وبعث إلى أبي الجهم بن حذيفة فأتاه بالشام فاحتفى به وأكرمه وعتبه فيما بلغه عن بنيه وقومه وعزم عليه ليكفنهمن عما كانوا عليه حتى يصلح الذي بينهم ويعود إلى الأمر الجميل وبعث غليه بمائة ألف درهم جائزة فلما وصلت إليه استقلها وقال: اللهم غير! ثم انصرف إلى المدينة قاطعاً ذلك الأمر اصطلح القوم وكف بعضهم عن بعض. ولما هلك معاوية واستخلف يزيد وفد عليه أبو الجهم فيمن وفد عليه من قريش فلما أراد أن يا بجائزته سأل كم كان معاوية أعطاه فقيل له مائة ألف فحط عنها عشرة آلاف وبعث إليه تسعين ألفاً فلما وصلت إليه استقلها وقال: اللهم غير! فلما هلك يزيد وفد أبو الجهم على عبد الله بن الزبير ليفرض له فأمر له بخمسة آلاف درهم فلما وصلت إليه قال: اللهم لا تغير! فإنك إن غيرت جئتنا بقردة وخنازير وقال الحزامي: وسمعت أن ابن الزبير أعطاه آلاف درهم. قال الحزامي: ولما خرج عبد الله بن الزبير وغلب على مكة وسار الحسين بن علي عليهما السلام إلى العراق بلغ يزيد بن معاوية أن عبد الله بن مطيع قد اراد ان يثور بالمدينة وأشفق من ذلك فكتب إلى الوليد بن عتبة بن أبي سفيان وهو يومئذ عامله على المدينة يأمره أن يأخذ بن مطيع فيحبسه في السجن قبله ويكتب إليه بذلك ليكتب إليه برأيه فيه فأخذه الوليد فحبسه ف السحن فلبث فيه أياماً ثم إن عبد الله بنعمر بن الخطاب أقبل حتى جلس في موضع الجنائز بباب المجسد فاجتمعت إليه رجال بني عدي بن كعب في أمر ابن مطيع ثم بعث إلى الوليد بن عتبة أن ائتنا نذكر لك بعض شأننا فأتاه لوليد فجلس فتكلم عبد الله بن عمر فحمد الله وأثنى عليه وتشهد ثم أقبل على الوليد فقال: استعينوا بالله والحق على إقامة دينكم وما تحاولون من صلاح دنياكم ولا تطلبوا إقامة ذلك وإصلاحه بظلم البراء وإذلال الصلحاء وإخافتهم فإنكم إن ساتقمتم اعانكم الله وإن جرتم وكلتم إلى أنفسكم كفوا عن صاحبنا وخلوا سبيله فإنالا نعلم عليهقاً فتحبسوه عليه فإن زعمتم بأنكم حبستموه على الظن والتهم فإنا لانرضى أن ندع صاحبنا مظلوماً مضيماً فقال الوليد: إنما أخذناه فحبسناه بأمر أمير المؤمنين فننظر وتنظرون ونكتب وتكتبون فإنه لا يكون إلا ما تحبون فقال أبو الجهم: ننظر وتنظرون ونكتب وتكتبون وابن العجماء محبوس في السجن أما والله حتى لا يبقى نا ومنكم إلا الأراذل لا يكون ذلك فقام الوليد فانصرف وخرج فتيان من بني عدي بن كعب فاقتحموا السجن فلما سمع ابن مطيع أصواتهم ظن أن الوليد قد بعث إليه من يقتله فوثب يلتمس شيئاً يمتنع به ويقاتل فلم يجد إلا صخرة ملء الكف فأخذها ودخل أصحابه عليه فلما عرفهم طرحها وكبر واحتملوا فأخرجوه فلحق بابن الزبير وبلغنا أن أبا الجهم بن حذيفة أدرك بنيان العبة حين بناها عبد الله بن الزبير فعمل فيها مع من كان يعمل فيها من رجال قريش ثم قال: قد عملت في بنيان الكعبة مرتين مرة في الجاهلية بقوة غلام وفي الإسلام بقوة كبير فان وقال أذينة بن معبد الليثي يمدح بني عدي بن كعب ويذكر تخليصهم عبد الله بن مطيع من السجن: البسيط عزرت عدي بن كعب في الكياد ومن كانت عدي له أهلاً وأنصاراً نجت عدي أخاها بعدما خصفت له المنية أنياباً وأظفاراً تأبى الإمارة إلا ضيم سادتها والله يأبى لها بالضيم إقراراً ومن يكن من عيد ينتزح بهم عن الأذى أو نزيلاً فيهم جارا فكم ترى فيهم يوماً إذا حضروا ذوي بصائر في الخيرات أبرارا وسادة فضلوا مجد ومكرمة ساسوا معالحلم أحساباً وأخطارا يعم بذلهم الأحياء قاطبة كالنيل يركب بلداناً وأمصاراً وذكر الحزامي عن ابن شهاب أن أبا الجهم بن حذيفة قال: ليلة أتى بابنه محمد بن أبيالجهم مقتولاً حين قتله مسرف وذلك أن مسلم بن عقبة المري لما قتل اهلالحرة وظفر بالمدينة أخذ الناس بالبيعة ليزيد أنه عبده فقدمه فضرب عنقهن فلما رأى الناس ذلك بايعوا على ذلك وأتى بعلي بن عبد الله بن عباس بنعبد المطلب فقال له: بايع على أنك عبد قن فثار الحصين بن نمير الكندي ثمالسكسكي وكان معه من كندة أربعة آلاف فقال: والله لا يبايع ابن أختنا على هذا أبداص فخشي أبو مسلم أن ينتشر عليه امره فبايعه على انه ابن عمر أمير المؤمنين ورده مسلم إلى منزله على بغلته وساله أن يرفع إليه حوائجه وبايع سائر الناس على أنهم عبيد والله وما وترت قط إلا الليلة عنده ناس من بني أمية فيهم ختنه على ابنته أمية بن عمرو بن سعيد وعنده يومئذ سعدى بنت أبي الجهم فقال أبوالجهم: إنكم يا بني امية تظنون أن دمي في بني مرة لا والله ما دمي هنالك لا أجد لي ولكم مثلاً إلا ما قال القائل: الطويل ونحن لأفراس أبوهن واحد عتاق جياد ليس فيهن مجمر وما لكم فضل علينا نعده سوى انكم قلتم لنا نحن أكثر ولستم بأثرى في العديد لأنا صغار وقد يربو الصغير فيكبر قال: فلما خرجت بنو امية في خرجتهم الآهرة إلى الشام جمع حميد بن أبي الجهم رجالاً من قريش وغيرهم فأدخلهم دار أبيه أبي الجهم بن حذيفة وقال تصيبون ثأركم من بني أمية يريد بدماء من قتل مسلم بن عقبة يوم الحرة منهم فجمعهم حتى كانوا قريباً من مائة رجل منهم عبيد الله بن علي بن أبي طالب عليهما السلام وعبد الله بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب وسلمة بن عمر بن أبي سلمة ومحمد بنمعقل بن سنان الأشجعي وعمر بن شويقع بن عثمان بنحكيم السلمي حليف بني عبد شمس ويحيى بن عبد الرحمن بن سعد في رجال كثير فأدهلهم الدار عشاء عليهم الحديد فأقبل أبو الجهم من صلاة العشاء وهو يومئذ ابن مائة سنة ونيف فقال: أصبح غداً أكرم قريش واتسسمن ولا تقتلن بأخيك إلا رجلاً سميناً ثم دخل البيت وصبر ساعى لا يسمع الهائعة فخرج خرجة فنادى: حميد أي حميد! اعضض ببظر أمك ما لي لا أسمع الهائعة قال: يا أبتاه! لا تعجل فوالله! إني لفي ظلببهم والتماسهم ثم رجع فلبث ساعة فأبت نفسهن أت تقر فخرج فنادى: أي حمسد اعضض ببظر أمك: الوافر لو كنت القتيل وكان حياً لقاتل لا أنف ولا سؤوم فلم يزل ذلك شأنهم يمشون في لأزقة يبتغون الغرة منهم ولا يجدونها حتى أرسلت بنو أمية حسان بن كعب المحنث مولى أبي الجهم فقالوا: اعلم لنا ما في دار أبي الجهم فانطلق حتى أبصر الكتيبة في سقيفة الدار فرجع إل القوم يولون فقال: الداهية في دار أبي الجهم فاسلكوا بطحان فسلكوا تلك الطريق وأغار حميد على دار يعقوب بن طلحة بالبلاط وفيها حمس أهل الشام وعلى دار ابن عامر برومة فانتهت ذلك كله ثم إن ابن الزبير لما بلغه ذلك كتب إلى حميد أنه بلغني أنه لم يكن بالمدينة أحد حي غيرك فانتدب فيمن اتبعك من الناس فاتبع آثارهم فإنهم يتساقطون تساقط الينع فاطلبهم ما بينك وبين وداي القرى فأصب منهم ومن أموالهم ما قدرت عليه فبينا هو يتجهز إذ اتاه كتاب منه آخر ان أبطيء عنهم يومك حتى أكتب غليك فإنه أخبر أن عمراً وعمر ابني عثمان قد لويا أعناقهما على ابن الزبير فحمله ذلك على الانصراف عن بني أمية. ابن شهاب قال: اقتتل محمد بن أبي الجهم وأبو يسار بن عبد الرحمن بن شيبة بن ربيعة فصرعه محمد بن أبي الجهم فوطئ على بطنه فأسلحه فسجنه مروان بن الحكم وهو يزمئذ أمير المدينة فقال: أسلحت سيدنا ورجلاً منا فوالله لا تنفلت مني حتى أسلحك فأوطأ بطنه الرجال فصاح محمد: يامروان! إن استى مؤكاة ولست من أستاهكم فقالت ام أبان: لا توطئ بطنه فإنه والله ما كان يسلح فأرسله قال: وخطب مروان بنالحكم إلى أبي الجهم ابنته سعدى على أخيه يحيى بن الحكم وكان ممن مشى في ذلك مليكة بنت خارجة بن سنان بن أبي حارثة وسارية بنت عوف أخت سعدى وأم يحيى فأبى أبو الجهم وعمرو بن سعيد والي المدينة يومئذ فأرسل ابن قطن مولى أبي الجهم وعمرو بن سعيد والي المدينة يومئذ فأرسل ابن قطن مولى أبي الجهم فأمره أن يطلع رأى أبي الجهم في ابنه أمية بن عمرو وخشي أن يرده كما رد مروان فذهب ابن قطن فاخاع رأي الجهم فقال أبو الجهم: سأنظر في ذلك ودعا أبو الجهم ابنه حميدا فقال له: ابن أبي أحيحة أحب إليك ام ابن خالتك يحيى بن الحكم فقال له: أنت أبصر وأعلم ثم جرت الرسل بينهم حتى وعدهم أبو الجهم فأرسل إلى عبد الله وعاصم ابني عمر وعبد الله بن مطيع في رجال من بني عدي بن كعب وجاء عمرو بنسعيد في رجال من بني آل سعيد وبني أمسة فجلس مع أبي الجهم على السرير وقال: هل تنتظرون من أحد فقال أبو الجهم: ننتظر محمد بن أبي الجهم اذهب يا غلام! فادع لنا محمدا فذهب إليه فقال: لا والله لا أشهدها ولا نكحاحها وعبد الله بن مطيع عند رجليه وصخر بن أبي الجهم عند رأسه فأرسل إلى محمد أني أعزم عليك أن تأتينه فأقبل يمشي حتى قام بين الناس وقال: انكح أيها الرجل ابنتك فوالله لا أدخل في شيء من ذلك ولا اشهد نكاحها وذلك لشيء كان بينه وبين عمرو بن سعيد ثم تكلم عمرو فذكر ما كان بين الجهم وبين آل سعيد بن العاص وعظم من بيت أبي الجهم وشرفه ثم تكلم أبوالجهم فذكر عنهم حتى قال: كنتم بيت قومكم وكان شبهكم فيهم شبه الدخنة في قشرها فأخذ ابن مطيع! فإني والله ما أنا من الذين ينفسون على العشيرة ولا يتشوفون لهم فلم يزل ذلك من ابن مطيع حتى رده عن بعض ما يقول فجعل عمرو بن سعيد ينظر إلى صخر بن أبي الجهم ويقول: يا صخر! انظر إلى هذا وما يصنع ثم أنكحه. ابن شهاب قال: قدم أبو الجهم بن حذيفة على معاوية وقد كان بينه وبين ثقيف ملاحاة فقال له معاوية: يا أبا الجهم! مالك ولثقيف يشكونك إلي فقال: ما أعجبك! والله أصالحهم حتى يقولوا قريش وثقيف وليتا وج ولا يحبون منا إلا أحمق ولا يجبهم منا إلا أحمق وبذلك نعتبرك من حمقانا وقال في قدمة قدمها عليه اخرى وافداً: يا أبا الجهم! ألم أفرغ من حاجتك قال: بلى غير شيء واحد ذكرته لا بد لي منه قالك فهلمه قال: إن بني بكر يتكثرون علينا بأرضنا فابعث إلى بني بكر وارزقهم من القرى: خبير وفدك ووادي القرى قال: نعم وماذا زعمت أيضاً قال: وإن ثقيفاً يتكثرون علينا بوج فأكثر من الروم والفرس فأكثر من الروم والفرس حتى تأكلهم بهم فقال معاوية: مرحباً بك وأهلاً! فوالله إن كنت لأحب موافقتك على ما سألتني أما بنو بكر فقد ملأتكم مقاتلة وكتائب حتى أن الواحد من منكم ليغضب مغضبة فيرسل إلى أحدهم فيقاد فيصنع به ما أراد فارجع فاطلع فإن ابتغيت الزيادة زدتك وإن رضيت فالله يرضيك وأما ثقيف فقد رأيت ما صنعت فيهم أخرجتهم من قرار أرضهم والحقتهم بالشواهق م السراة وقالوا: افرض لنا العراق فأبيت ذلك عليهم وقلت: لا والله إلا بالشام أرض المطواعين لأريحك ونفسي منهم حتى جعلت أموالهم كلها لقيش وملأت الأرض فرساً وبرذوناً فارجع فاطلع فان رأيت ما يرضيك فالله يرضيك إلا فاكتب إلي أزدك. الحزامي قال ابن شهاب: لقي إسماعيل بن خالد بن عقبة بن أبي معيط عيسى بن عبد الله بتشيم فشجه بالهراوة شجة مأمومة ثم مر على سالم مولى ابن مطيع فانتزع سالم منه الهرواة التي شج بها عيسى بن عبد الله فشجه بها ثم إن بني عقبة بن أبي معيط ثاروا إلى دار بني مسعود بن العجماء التي بالسوق وفيها سالم أبو الغيث فأخبروا بني عدي بحصارهم سالماً فالتقوا بالسوق فاقتتلوا واشتد قتالهم ثم حجز بينهم فلبثوا حيناً ثم إن عبد الله بن مطيع خرج إلى السوق فعرض له إسماعيل بن خالد بالسيفصلتا حتى ضربه في رأسه ضربة بلغت العظم ثم إن بني امية أتوا باسماعيل إلى ابن مطيع فقالوا: ها هو ذا نرضيك ونمكنك منه فقال ابن مطيع: ما أنا بفاعل حتى أشاور أبا الجهم فأرسل إلى أبي الجهم ما ترى فيه فإنهم قد أمكنوني من حقي فأرسل إليه أبوالجهم: إن كانوا أعطوك يده تقطعها فاقبل منهم واقبضه حتى ترى فيه رأيك وأرى إن فعلوا ذلك أن تكسوه حلة وقميصاً وتعفو عنه وترسله فأعطوه ذلك فأرسله عشية ذلك اليوم وكساه حلة فلبث الناس سنين ثم إن ابن سليمان بن مطيع قدم من مصر فدخل حمام ابن عقبة فوجد فيه الحارث بن عبد الرحمن بن الحكم فتلاحيا فلج السباب بينهما فقال له الحارث: ألا أراك تسبني وقد ضربنا عمك الضربة التي صارت مثل حر البقرة فقال الآخر: لا أستطيع لعرمي أسابك بعد هذا فلما خرج ابن سليمان من الحمام دخل عل حميد بن أبي الجهم فقال: ألم تر ما لقيت من الحارث بن عبد الرحمن ثم أخبره بما كان بينهما في الحمام وما قال له فرجا حتى دخلا على محمد بن أبي الجهم فقص عليه الخبر فقال له محمد: أبعدك الله وأبعد عمك! فقد والله كنت أظن أنهم سيعتدونها عليكم أرسل يا حميد! إلى سيفي القائم القاعد فأعطه هذا فليضرب خالد بن عقبة اليوم وكان يوم جمعة في صدره حتى إذا مر بدار أبي الجهم خرج عليه ابن سليمان بن مطيع فضربه بالسيف مثل ضربة إسماعيل عبد الله بن مطيع وقال في ذلك محمد بن أبي الجهم: المتقارب لسفيان سيف لمأمومة وسيف هو القائم القاعد فخذها برأسك مأمومة وإياك إياك يا خالد وقال ابن سليمان بن مطيع: البسيط أنا الغلام الذي الذي أثرت ذا أثر في رأس شيخك حتى أعنت العصبا أنا الذي رد إسماعيل مختبلا لا يسمع الرعد إلا مات أو مات أو كربا وجد القتال يومئذ بين بني امية وبين عدي بن كعب فنصر بني عقبة من آل عثمان سعيد والوليد ابنا عثمان ونصرهم بنو أبي عمرو وبنو الحضري كلهم وخالفوا بني أبي الجهم عبد الله وسليمان وصخراً وصخيرا على بني مطيع فكانوا يوم الدار يوم جاسوا إليه أربعة أو خمسة آلاف حتى إذا كانت العصر أرسلت إليهم أم المؤمنين: والله لتصرفن عنها أو أخرجن نهاراً فخرج مروان فحجز بينهم فقال في ذلك عبد الله بن الحارث بن أمية: الوافر وليس بناصر المولى أبان ولا عمرو قفا جمل شرود وقد ولدت لينفعها يزيدا فما ولدت سوى ألم شديد ومروان يناجيهم علينا وعمرو ذلك الرجل الرقود وقد خذلت قبائل آل شمس وآزرنا سعيد والوليد. الحزامي عن عبد الله بنإبراهيم بن قدامة الجمحي قال حدثني أبي عن أبيه أن شرحبيل بن حسنة كان ينسب إلى سفيان بن معمر بن حبيب إلى أن حدث لولده ميراث بمصر فقال لهم الحارث بن حاطب بن معمر: إنه قد حدث ما ترون فان كان نسبكم إلينا على ما تدعون فالأمر بيننا وبين هذا المال وإلا برئتم من نسبنا فان شئتم شركناكم فيه فاختاروا المال وانقطعوا وتركوا ذلك النسب فأقاموا حتى كان وسط الزمان قال: فلقي جماعة منهم قدامة بن إبراهيم بن محمد بن حاطب فذكروا له النسب الذي كانوا عليه وسألوه الرجوع فقال: مرحباً بكم ما أعرفني بما ذكرتم ولي في هذا الأمر شريك لا أقطع أمراً دونه - يريد أخاه عثمان بن إبراهيم وهو يومئذ بالكوفة وكان يسكنها فقال قدامة: أنا كاتب إليه وذاكر أمركم له فكتب وانصرف القوم وفشا الخبر في بني أخواتهم فقالوا: ما كفاكم ما صنعتم كل يوم نحن منكم في نبوة وتنقل فكفوا عن طلب ذلك ورجع الكتاب من عثمان بن إبراهيم إلى أخيه قدامة: قد قرأت كتابك وفهمت ما فيه وليس إلى الرجوع في شيء خرج منه عمك الحارث بن حاطب سبيل قال عنه فهذا كان آخر ما كان من أمرهم وقد انتهى إلي في غير هذا الحديث أن آل المعلى بن لوذان الأنصاريين قد كانوا ادعوهم وخاصموا فيهم ولا أدري لعل ذلك كان في زمن عمر بن الخطاب رضي الله عنه. قال: وكان عمرو بن ربيعة وهو خزاعة كاهناً له رئي من الجن وكان عمرو يكنى أبا ثمامة فأتاه رئيه فقال: أجب أبا ثمامة فقال: لبيك من تهامة فقال له: ارحل بلا ملالة قال له. جير ولا إقامة قال: ائت صف جدة فيها أصناماً معدة فأورد بها تهامة ولا تهب ثم ادع العرب إلى عبادتها تجب. فأتى عمرو ساحل جدة فوجد بها ودا وسواعا ويغوث ويعوق ونسرا وهي الأصنام التي عبدت على عهد إدريس ونوح عليهما السلام ثم إن الطوفان طرحها هناك فسفى عليها الرمل فواراها واستثارها عمرو وحملها إلى تهامة وحضر الموسم فدعا العرب إلى عبادتها فأجابوه فأخذ عوف بن كنانة بن عوف بن عذرة بن زيد اللات بن رفيدة بن كلب وداً فنصبه بدومة الجندل وكان لقضاعة وأخذ الحارث بن تميم بن سعد بن هذيل بن مدركة سواعا فكان برهاط تعبده مضر وأخذ أنعم بن عمرو المرادي يغوث فكان بأكمة من اليمن يقال لها مذحج تعبده مذحج ومن والاها وأخذ مالك بن مرثد بن جشم بن حاشد بن جشم بن خيران بن نوف بن همدان يعوق فكان بقرية يقال لها خيوان تعبده همدان ومن والاها وأخذ معد يكرب أحد حمير وأحد ذي رعين نسرا فكان بموضع من أرض سبأ يقال له بلخع تعبده حمير ومن والاها. وذكر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: رفعت لي النار فرأيت عمرو بن لحي ولحي هو ربيعة رجلاً قصيراً أحمر أزرق يجر قصبه في النار فقلت: من هذا فقيل عمرو بن لحي أول من بحر البحيرة ووصل الوصيلة وسيب السائبة وحمى الحامى وغير دين إسماعيل عليه السلام ودعا العرب إلى عبادة الأصنام والأوثان فالبحيرة إذا نتجت الناقة خمسة أبطن عمدوا إلى الخامس إذا لم تكن سقباً فتشق أذنها فتلك البحيرة ولا يجز لها وبر ولا يذكر اسم الله عليها وأما السائبة فما سيبوا من أموالهم لآلهتهم وأما الوصيلة فهي الشاة إذا وضعت سبعة أبطن عمدوا إلى السابع فان كان ذكراً ذبح وإن كانت أنثى تركت في الشاء وإن كان ذكرا وأنثى قيل قد وصلت أخاها فتركا جميعاً محرمين منفعتهما للرجال دون النساء وأما الحامي فالفحل من الإبل إذا صار جد أب قالوا: حمى هذا ظهره فتركوه لا يركب ولا يحمل عليه ولا تمنع البحيرة ولا السائبة ولا الوصيلة ولا الحامي ماء ولا مرعى وإن كان لغير أهلها وألبانها للرجال دون النساء فإذا مات شيء منها كان الرجال والنساء في لحومها سواء ذكر ابن الكلبي قال بينما الناس سائرون حول الكعبة إذا هم بخلق يطوف ما قد تراءى رأسه فأجفل الناس هاربين فناداهم: لا ترعوا فأقبلوا إليه وهو يقول: الرجز لا هم رب البيت ذي المناكب أنت وهبت الفتية السلاهب وهجمة يحار فيها الحالب وثلة مثل الجراد السارب متاع أيام وكل ذاهب ونظروا فإذا هي امرأة فقالوا لها: ما أنت إنسية أم جنية قالت: بل إنسانة من جرهم: الرجز حتى تركنا برقاق أهيم للغي منا وركبو المأثم ثم قالت: من ينحر لي كل يوم جزورا ويعد لي زادا وبعيرا ويبلغني بلاداً فوزاً أعطه مالاً كثيراً فانتدب لها رجلان من جهيمة بن زيد فسارا بها ليالي وأياما حتى انتهت إلى جبل جهينة فأتت على قرية نمل وذر فقالت: يا هذان! ههنا هلك قومي فاحتفروا هذا المكان فاحتفورا عن مال كثير من ذهب وفضة فأوقرا بعيريهما وقالت لهما: إياكما أن تلتفتا فيختلس ما معكما وأقبل الذر حتى غشيها فمضيا غير بعيد والتفتا فاختلس ما كانا احتملا فناداياها: هل من ماء! فقالت: نعم في موضع هذه الهضاب وقالت وقد غشيها الذر: الرجز يا ويلتي يا ويلتا من أجلي أرى صغار الذر تبغي هبلي سلطن يفرين على محملي لما رأيت أنه لا بد لي من منعة أحرز فيها معقلي ودخل الذر منخريها ومسمعيها فخرت لشقها فهلكت ووجد الجهينان الماء حيث قالت والماء يقال له مسيحة وهو بناحية فرش ملل إلى جانب مشعل فهو اليوم لجهينة.
|