الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: الاستيعاب في معرفة الأصحاب (نسخة منقحة)
.أبو كلاب بن أبي صعصعة: .أبو كليب: .باب اللام: .أبو لاس الخزاعي: .أبو لبابة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم: .أبو لبابة بن عبد المنذر: قال أبو عمر: قد استخلف رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا لبابة على المدينة أيضًا حين خرج إلى غزوة السويق وشهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم أحدًا وما بعدها من المشاهد وكانت معه راية بني عمرو بن عوف في غزوة الفتح. مات أبو لبابة في خلافة علي رضي الله عنهما روى ابن وهب عن مالك عن عبد الله بن أبي بكر أن أبا لبابة ارتبط بسلسلة ربوض والربوض الثقيلة بضع عشرة ليلة حتى ذهب سمعه فما يكاد يسمع وكاد أن يذهب بصره وكانت ابنته تحله اذا حضرت الصلاة أو أراد أن يذهب لحاجة وإذا فرغ أعادته إلى الرباط فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لو جاءني لاستغفرت له». قال أبو عمر: اختلف في الحال التي أوجبت فعل أبي لبابة هذا بنفسه وأحسن ما قيل في ذلك ما رواه معمر عن الزهري قال: كان أبو لبابة ممن تخلف عن النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك فربط نفسه بسارية وقال: والله لا أحل نفسي منها ولا أذوق طعامًا ولا شرابًا حتى يتوب الله علي أو أموت. فمكث سبعة أيام لا يذوق طعامًا ولا يشرب شرابًا حتى خر مغشيًا عليه ثم تاب الله عليه فقيل له قد تاب الله عليك يا أبا لبابة فقال والله لا أحل نفسي حتى يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم هو الذي يحلني. قال: فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فحله بيده ثم قال أبو لبابة: يا رسول الله إن من توبتي أن أهجر دار قومي التي أصبت فيها الذنب وأن أنخلع من مالي كله صدقة إلى الله وإلى رسوله قال: «يجزئك يا أبا لبابة الثلث». وروى عن ابن عباس من وجوه في قول الله تعالى: {وآخرون اعترفوا بذنوبهم خلطوا عملًا صالحًا وآخر سيئًا}. [التوبة 103]. الآية. أنها نزلت في أبي لبابة ونفر معه سبعة أو ثمانية أو تسعة سواه تخلفوا عن غزوة تبوك ثم ندموا وتابوا وربطوا أنفسهم بالسواري فكان عملهم الصالح توبتهم وعملهم السيء تخلفهم عن الغزو مع رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال أبو عمر: قد قيل إن الذنب الذي أتاه أبو لبابة كان إشارته إلى حلفائه من بني قريظة أنه الذبح إن نزلتم على حكم سعد بن معاذ وأشار إلى حلقه فنزلت فيه: {يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم}. [الأنفال 27]. ثم تاب الله عليه فقال: يا رسول الله إن من توبتي أن أهجر دار قومي وأنخلع من مالي فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يجزئك من ذلك الثلث». .أبو لبابة الأسلمي: .أبو لبيبة الأنصاري: .أبو لفيظ: .أبو ليلى عبد الرحمن: .أبو ليلى النابغة الجعدي: فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «إلى أين يا أبا ليلى». فقلت إلى الجنة فقال: «إن شاء الله». فلما بلغت: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أحسنت يا أبا ليلى لا يفضض الله فاك». قال فأتى عليه أكثر من مائة سنة وكان أحسن الناس ثغرًا. قال أبو عمر: قد عاش نحو مائتي سنة فيما ذكر عمر بن شبة وابن قتيبة وقد ذكرناه عيون أخباره في باب النون من هذا الكتاب يقال إن مولده قبل مولد النابغة الذيباني وعاش حتى مدح ابن الزبير وهو خليفة دخل عليه المسجد الحرام فأنشده: وقد ذكرت هذا الخبر بتمامه وغيره من أخباره وذكرت الاختلاف في اسمه ونسبه الى جعدة في باب اسمه من هذا الكتاب. .أبو ليلى الأشعري: .أبو ليلى الأنصاري: .أبو ليلى الغفاري: .باب الميم: .أبو مالك الأشعري: وذكر البخاري، أخبرنا موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا زهير بن محمد عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن عطاء بن يسار عن أبي مالك الأشجعي عن النبي صلى الله عليه وسلم: «أربع يبقين في أمتي من أمر الجاهلية». الحديث هكذا ذكره البخاري بهذا الإسناد قال فيه أبو مالك الأشجعي، وزهير كثير الخطأ والله أعلم. وأما أبو مالك الأشجعي سعد بن طارق بن أشيم الكوفي فليس لهذا ذكر في الصحابة وإنما هو تابعي يروي عن أنس وابن أبي أوفى ونبيط بن شريط الأشجعي ويروى عن أبيه أيضًا روى له مسلم مشهور في علماء التابعين بتفسير القرآن والرواية روى عنه أبو حصين عثمان بن عاصم الأسدي وأبو سعد البقال وروى عنه الثوري وطبقته. .أبو مالك الأشعري: .أبو مالك النخعي: .أبو مالك سليك بن الأعز: .أبو محجن الثقفي: وكان أبو محجن هذا من الشجعان الأبطال في الجاهلية والإسلام من أولي البأس والنجدة ومن الفرسان البهم، وكان شاعرًا مطبوعًا كريمًا إلا أنه كان منهمكًا في الشراب لا يكاد يقلع عنه ولا يردعه حد ولا لوم لائم، وكان أبو بكر الصديق يستعين به وجلده عمر بن الخطاب في الخمر مرارًا، ونفاه إلى جزيرة في البحر وبعث معه رجلًا فهرب منه ولحق بسعد بن أبي وقاص بالقادسية، وهو محارب للفرس وكان قد هم بقتل الرجل الذي بعثه معه عمر فأحس الرجل بذلك فخرج فارًا فلحق بعمر فأخبره خبره فكتب عمر إلى سعد بن أبي وقاص بحبس أبي محجن فحبسه فلما كان يوم قس الناطف بالقادسية والتحم القتال سأل أبو محجن امرأة سعد أن تحل قيده وتعطيه فرس سعد، وعاهدها أنه إن سلم عاد إلى حاله من القيد والسجن وإن استشهد فلا تبعة عليه فخلت سبيله وأعطته الفرس فقاتل أيام القادسية وأبلى فيها بلاءً حسنًا ثم عاد إلى محبسه. وكانت القادسية أيام مشهورة منها يوم قس الناطف ومنها يوم أرماث ويوم أغوات ويوم الكتائب وغيرها وكانت قصة أبي محجن في يوم منها ويومئذ قال: حدثنا خلف بن سعد حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا أحمد بن خالد حدثنا إسحاق بن إبراهيم حدثنا عبد الرزاق عن ابن جريج قال: بلغني أن عمر بن الخطاب حد أبا محجن بن حبيب بن عمير الثقفي في الخمر سبع مرات. وقال قبيصة بن ذؤيب: ضرب عمر بن الخطاب أبا محجن الثقفي في الخمر ثماني مرات وذكر ذلك عبد الرزاق في باب من حد من الصحابة في الخمر قال: وأخبرنا معمر عن أيوب عن ابن سيرين قال: كان أبو محجن الثقفي لا يزال يجلد في الخمر فلما أكثر عليهم سجنوه وأوثقوه، فلما كان يوم القادسية رآهم يقتتلون فكأنه رأى أن المشركين قد أصابوا من المسلمين فأرسل الى أم ولد سعد أو إلى امرأة سعد يقول لها: إن أبا محجن يقول لك إن خليت سبيله وحملته على هذا الفرس ودفعت إليه سلاحًا ليكونن أول من يرجع إليك إلا أن يقتل وأنشأ يقول: فذهبت الأخرى فقالت ذلك لامرأة سعد فحلت عنه قيوده وحمل على فرس كان في الدار وأعطى سلاحًا ثم خرج يركض حتى لحق بالقوم فجعل لا يزال يحمل على رجل فيقتله ويدق صلبه فنظر إليه سعد فجعل منه يتعجب ويقول: من ذلك الفارس فلم يلبثوا إلا يسيرًا حتى هزمهم الله ورد السلاح وجعل رجليه في القيود كما كان فجاء سعد فقالت له امرأته أو أم ولده: كيف كان قتالكم فجعل يخبرها ويقول: لقينا ولقينا حتى بعث الله رجلًا على فرس أبلق لولا أني تركت أبا محجن في القيود لظننت أنها بعض شمائل أبي محجن فقالت: والله إنه لأبو محجن كان من أمره كذا وكذا فقصت عليه قصته فدعا به وحل قيوده وقال: والله لا نجلدك على الخمر أبدًا. قال أبو محجن: وأنا والله لا أشربها أبدًا كنت آنف أن أدعها من أجل جلدكم. قال: فلم يشربها بعد ذلك. وروى ابن الأعرابي عن المفضل الضبي قال: قال أبو محجن في تركه الخمر: وأنشد غيره هذه الأبيات لقيس بن عاصم. ومن رواية أهل الأخبار أن ابنًا لأبي محجن الثقفي دخل على معاوية فقال له معاوية: أبوك الذي يقول: فقال له ابن أبي محجن: لو شئت ذكرت أحسن من هذا من شعره فقال وما ذاك قال قوله: وزاد بعضهم في هذه الأبيات: فقال له معاوية: لئن كنا أسأنا القول لنحسنن لك الصفد وأجزل جائزته. وقال إذا ولدت النساء فلتلدن مثلك. وزعم هيثم بن عدي أنه أخبره من رأى قبر أبي محجن الثقفي بأذربيجان أو قال في نواحي جرجان، وقد نبتت عليه ثلاثة أصول كرم وقد طالت وأنمرت وهي معروشة على قبره، ومكتوب على القبر: هذا قبر أبي محجن الثقفي. قال: فجعلت أتعجب وأذكر قوله إذا مت فادفني إلى جنب كرمة وذكر البيت. حدثنا أحمد بن عبد الله: قال: حدثنا أبي قال: حدثنا عبد الله بن يونس قال: حدثنا بقي بن مخلد قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا أبو معاوية عن عمرو بن مهاجر عن إبراهيم بن محمد بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه قال: لما كان يوم القادسية أتي سعد بأبي محجن وهو سكران من الخمر فأمر به إلى القيد وكان سعد به جراحة فلم يخرج يومئذ على الناس واستعمل على الخيل خالد بن عرفطة ورفع سعد فوق العذيب لينظر الى الناس فلما التقى الناس قال أبو محجن: فقال لابنة خصفة امرأة سعد: ويحك حليني ولك عهد الله علي إن سلمني الله أن أجيء حتى أضع رجلي في القيد وإن قتلت استرحتم مني فحلته فوثب على فرس لسعد يقال لها البلقاء ثم أخذ الرمح ثم انطلق حتى أتى الناس فجعل لا يحمل في ناحية إلا هزمهم فجعل الناس يقولون: هذا ملك وسعد ينظر فجعل سعد يقول: الضبر ضبر البلقاء والطعن طعن أبي محجن وأبو محجن في القيد فلما هزم العدو رجع أبو محجن حتى وضع رجله في القيد فأخبرت ابنه حصفة سعدًا بالذي كان من أمره، فقال: والله ما أبلى أحد من المسلمين ما أبلى في هذا اليوم، لا أضرب رجلًا أبلى في المسلمين ما أبلى. قال: فخلى سبيله. قال أبو محجن: قد كنت أشربها إذ يقام علي الحد وأطهر منها فأما إذ بهرجتني فوالله لا أشربها أبدًا.
|